وجملة السخاء حسن الظن بالله تعالى، قال الله ﷿: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ﴾ وقال ﷿: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾
أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الواحد المنكدري، قال: حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد المقرئ، قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثنا القاسم بن إسماعيل، قال: حدثني إبراهيم بن العباس الصولي الكاتب، قال: اعتل الفضل بن سهل ذو الرياستين علة بخراسان، ثم برأ فجلس للناس فهنؤوه بالعافية، وتصرفوا في الكلام، فلما فرغوا أقبل على الناس، فقال: إن في العلل لنعما ينبغي للعقلاء أن يعلموها: تمحيص للذنب، وتعرض لثواب الصبر، وإيقاظ من الغفلة، وادكار للنعمة في حال الصحة، واستدعاء للتوبة، وحض على الصدقة، وفي قضاء الله وقدره بعد الخيار، فنسي الناس ما تكلموا به، وانصرفوا بكلام الفضل.
أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن عمر النرسي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن المكتفي بالله، قال: حدثنا ابن الأنباري، قال: قال رجل للفضل بن سهل: أسكتني عن وصفك تساوي أفعالك في السؤدد، وحيرني فيها كثرة عددها، فليس لي إلى ذكر جميعها سبيل، وإذا أردت وصف واحدة اعترضت أختها إذ كانت الأولى أحق بالذكر، فلست أصفها إلا بإظهار العجز عن وصفها.
أخبرني الحسن بن أبي بكر، قال: كتب إلي محمد بن إبراهيم الجوري أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم، قال: حدثنا أحمد بن يونس الضبي، قال: حدثني أبو حسان الزيادي، قال: سنة اثنتين ومائتين فيها قتل ذو الرياستين الفضل بن سهل يوم الخميس لليلتين خلتا من شعبان، ويكنى أبا العباس بسرخس في حمام اغتاله نفر، فدخلوا عليه فقتلوه، فقتل به أمير المؤمنين المأمون عبد العزيز بن عمران الطائي، ومويس بن عمران البصري، وخلف بن عمر المصري، وعلي بن أبي سعيد، وسراجا الخادم.