الجمار بالزجاج، ثم أخذ زره فقطعه، ثم قال: رأسي أهون علي من زري.
وأخبرنا ابن أبي طاهر أيضا، قال: أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أحمد بن الحسن الترمذي أبو الحسن، قال: سمعت أبا نعيم يقول: القرآن كلام الله ليس بمخلوق.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز، قال: حدثنا أبو القاسم عمر بن محمد بن سيف الكاتب، قال: في كتابي عن عبد الصمد بن المهتدي، قال: لما دخل المأمون بغداد نادى بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك أن الشيوخ ببغداد كانوا يحبسون ويعاقبون في المحال، فنادى بذلك؛ لأن الناس قد اجتمعوا على إمام، قال: فدخل أبو نعيم بغداد في ذلك الوقت فنظر إلى رجل من الجند قد أدخل يده بين فخذي امرأة، فزجره أبو نعيم، فتعلق الجندي بأبي نعيم ودفعه إلى صاحب الشرطة، وعلى الشرطة يومئذ عياش، وصاحب الخبر أبو عباد، فكتب بخبره إلى المأمون، فأمر بحمله إليه، قال أبو نعيم: فأدخلت عليه وقد صلى الغداة، وهو يسبح بحب في شيء من فضة، فسلمت عليه فرد السلام في خفاء شبه الواجد، فبينا أنا قائم إذ أتى غلام بطست وإبريق، فنحاني من بين يديه وأجلسني حيث ينظر، وقال لي: توضأ، قال: فأخذت الإناء وتوضأت كما حدثنا الثوري حديث عبد خير، عن علي، ثم جيء بحصير فطرح لي، فقمت فصليت ركعتين، كما روي عن أبي اليقظان عمار بن ياسر أنه صلى ركعتين فأوجز فيهما، ثم صاح بي إليه فجئت فأمرني فجلست، فقال لي: ما تقول في رجل مات وخلف أبويه، فقلت: لأمه الثلث، وما بقي فلأبيه، قال: فخلف أبويه وأخاه، فقلت: لأمه الثلث، وما بقي فلأبيه، وسقط أخوه، قال: فخلف أبويه، وأخوين، فقلت: لأمه السدس، وما بقي فلأبيه، فقال لي: في قول الناس كلهم، فقلت: لا، في قول الناس كلهم إلا في قول جدك، فإنه ما حجبها عن الثلث إلا بثلاثة إخوة، فقال لي: يا هذا من نهى مثلك أن يأمر بالمعروف، إنما نهينا أقواما يجعلون المعروف منكرا، قال: فقلت: فليكن في ندائك لا يأمر بالمعروف إلا من أحسن أن يأمر به، فقال