سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي قال: حدثنا محمد بن أبي الأزهر النحوي قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني عمي مصعب بن عبد الله، عن جدي عبد الله بن مصعب قال: دخل مروان بن أبي حفصة على أمير المؤمنين الهادي فأنشده مديحا له حتى إذا بلغ قوله [من الطويل]:
تشابه يوما بأسه ونواله فما أحد يدري لأيهما الفضل فقال له الهادي: أيما أحب إليك ثلاثون ألفا معجلة، أو مِائَة ألف تدور في الدواوين؟ قال: يا أمير المؤمنين أنت تحسن ما هو أحسن من هذا، ولكنك أنسيته أفتأذن لي أن أذكرك؟ قال: نعم، قال: تعجل الثلاثون الألف وتدور المِائَة الألف قال: بل يعجلان لك جميعا، فحمل ذلك إليه.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت إجازة قال: أخبرنا علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري قال: حدثنا أحمد ابن سعيد الدمشقي قال: حدثني الزبير بن بكار قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: حدثني أبو العتاهية أنه أنشد موسى الخليفة قوله [من البسيط]:
فأمر لي بعشرة آلاف درهم من قبل المعلى، فأتيته أتنجز ما أمر لي به، فقال لي: امدحه بقصيدة وخذها فقلت له: قد أنسيت المديح وذهب عني، فآيسني، فلقيت أبا الوليد فقلت [من الكامل]:
أبلغ سلمت أبا الوليد سلامي. . . عني أمير المؤمنين أمامي
فإذا فرغت من السلام فقل له. . . قد كان ما قد كان من إفحامي
ولئن منعت فليس ذاك بمبطل. . . ما قد مضى من حرمتي وذمامي
فلربما قصدت إليك مودتي. . . ونصيحتي بلباب كل كلام
أيام لي لسن ورونق جدة. . . والشيء قد يبلى على الأيام