حدثنا محمد بن علي الصوري قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور قال: حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: منصور بن عمار بن كثير السلمي القاص يكنى أبا السري قدم مصر، وجلس يقص على الناس فسمع كلامه الليث بن سعد فاستحسن قصصه، وفصاحته فذكر أن الليث قال له: يا هذا ما الذي أقدمك إلى بلدنا؟ قال: طلبت أكتسب بها ألف دينار فقال له الليث: فهي لك علي وصُن كلامك هذا الحسن، ولا تتبذل فأقام بمصر في جملة الليث بن سعد، وفي جرايته إلى أن خرج عن مصر فدفع إليه الليث ألف دينار، ودفع إليه بنو الليث أيضا ألف دينار فخرج فسكن بغداد، وبها توفي، وكان في قصصه، وكلامه شيئا عجبا لم يقص على الناس مثله.
حدثني الحسن بن محمد الخلال قال: حدثنا يوسف بن عمر القواس قال: حدثنا أبو الحسن علي بن سليمان السلمي قال: حدثنا أبو شعيب الحراني قال: حدثنا علي بن خشرم قال: قال منصور يعني ابن عمار: قلت: سمعته؟ قال: نعم، قال: لما قدمت مصر وكان الناس قد قحطوا فلما صلوا الجمعة رفعوا أصواتهم بالبكاء والدعاء فحضرتني النية فصرت إلى صحن المسجد فقلت: يا قوم تقربوا إلى الله بالصدقة فإنه ما تقرب إليه بشيء أفضل منها ثم رميت بكسائي، ثم قلت: اللهم هذا كسائي، وهو جهدي، وفوق طاقتي فجعل الناس يتصدقون، ويعطوني، ويلقون على الكساء حتى جعلت المرأة تلقي خرصها وسخابها حتى فاض الكساء من أطرافه ثم هطلت السماء فخرج الناس في الطين والمطر، فلما صليت العصر قلت: يا أهل مصر أنا رجل غريب، ولا علم لي بفقرائكم فأين فقهاؤكم؟ فدفعت إلى الليث بن سعد، وابن لهيعة فنظرا إلى كثرة المال فقال أحدهما لصاحبه: لا تحرك