ووكلوا به الثقات حتى أصبحوا فرحت أو قال فأدلجت إلى الإسكندرية فأقمت بها شهرين فبينا أنا أطوف على حصنها، وأكبر فإذا أنا برجل يرمقني فقلت: ما لك؟ قال: يا هذا أنت قدمت مصر؟ قلت: نعم قال: أنت المتكلم يوم الجمعة؟ قال: قلت: نعم، قال: فإنك صرت فتنة على أهل مصر قلت: وما ذاك؟ قال: قالوا: كان ذاك الخضر دعا فاستجيب له قال: قلت: ما كان الخضر بل أنا العبد الخاطئ قال: فأدلجت فقدمت مصر فلقيت الليث بن سعد فلما نظر إلي قال: أنت المتكلم يوم الجمعة؟ قال: قلت: نعم، قال: فهل لك في المقام عندنا؟ قال: قلت وكيف أقيم، وما أملك إلا جبتي وسراويلي؟ قال: قد أقطعتك خمسة عشر فدانا ثم صرت إلى ابن لهيعة فقال لي مثل مقالته وأقطعني خمسة فدادين فأقام بمصر.
أخبرنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران قال: حدثنا عبد الله بن سليمان قال: حدثنا علي بن خشرم قال: سمعت منصور بن عمار قال: وبعضه حدثني به أبي، عن قتيبة، عن منصور قال: قدمت مصر، وبها قحط فتكلمت فأخرج الناس صدقات كثيرة فأخذت فأتي بي إلى الليث بن سعد فقال: ما حملك على أن تكلمت في بلدنا بغير أمرنا؟ قال: قلت أصلحك الله أعرض عليك فإن كان مكروها نهيتني فانتهيت، وإلا لم ينلني مكروه فقال: تكلم فتكلمت فقال: قم لا يحل لي أن أسمع هذا الكلام وحدي فقال لي: ما أقدمك؟ قلت: قدمت عليك، وعلى ابن لهيعة فلما قدمت عليه بعد ذلك أخرج إلي جارية قيمتها ثلاثمِائَة دينار فقال: خذها فقلت: أصلحك الله معي أهل قال: تخدمكم قلت: جارية بثلاثمِائَة دينار تخدمنا؟ قال: خذها فدخلت عليه بعد ذلك فسكت حتى خرج الناس ثم أخرج من تحت مصلاه كيسا فيه ألف دينار فألقاه إلي فقال: خذها، ولا تعلم بها ابني الحارث فتهون عليه.
حدثنا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري لفظا بحلوان قال: أخبرنا أبو