ابن القاسم الكوكبي قال: حدثني علي بن سليم قال: سمعت ابن وشاح المتكلم يقول: قال منصور بن عمار في مجلس له، وقد فرغ من كلامه: لي إليكم حاجة أريد حبة لم يزنها المطففون، ولم تخرج من أكياس المرابين، ولم تجر عليها أحكام الظالمين قالوا: ما عندنا هذه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق قال: حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال: حدثنا أحمد بن عمرو الضرير قال: قال منصور بن عمار. وأخبرني محمد بن الحسين بن إبراهيم الخفاف قال: حدثنا رواد، وكرموت ابنا جراح بن صفوة بن صالح قالا: حدثنا حفص بن عمر بن الخليل الحافظ قال: حدثني أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي بالري قال: سمعت إبراهيم بن منصور بن عمار قال: سمعت أبي يقول: قال لي رجل بالشام: يا أبا السري عندنا رجل من العباد من أهل واسط العراق رجل لا يأكل إلا من كد يديه، وقد دبرتا من سف الخوص والاعتمال صفحة يديه، ولو رأيته لوقذك النظر إليه فهل لك أن تمضي بنا إليه؟ قال: قلت: نعم فأتيناه فدققنا عليه بابه فخرج إلى الباب فسمعته يقول: اللهم إني أعوذ بك ممن جاء ليشغلني عما أتلذذ به من مناجاتك ثم فتح الباب فدخلنا، وإذا رجل ترى به الآخرة، وإذا قبر محفور، ووصية قد كتبها في الحائط، وكساؤه قد أعده لكفنه فقلت: أي موقف لهذا الخلق؟ قال: بين يدي من؟ قال: فصاح وخر بوجهه ثم أفاق من غشيته فقال له صاحبي: يا أبا عباد هذا أبو السري منصور بن عمار فقال لي: مرحبا يا أخي ما زلت إليك مشتاقا قال: وأراه صافحني أعلمك أن بي داء قد أعيى المتطببين قبلك قديما فهل لك أن تتأتى له برفقك، وتلصق عليه بعض مراهمك لعل الله أن ينفع بك؟ قال: قلت: وكيف يعالج مثلي مثلك؟ وجرحي أثقل من جرحك؟