قال: فقال: وإن كان ذلك كذاك فإني مشتاق منك إلى ذلك قال: قلت: أما إذ أبيت فلئن كنت تمسكنت باحتفار قبرك في بيتك، وبوصية رسمتها بعد وفاتك، وبكفن أعددته ليوم منيتك فإن لله عبادا اقتطعهم خوفه عن النظر إلى قبورهم قال: فصاح صيحة، ووقع في قبره، وجعل يفحص برجليه وبال قال: فعرفت بالبول ذهاب عقله فخرجت إلى طحان على بابه فقلت: ادخل فأعنا على هذا الشيخ فاستخرجناه من قبره، وهو في غشيته فقال لي الطحان: ويحك ما أردت إلى ما صنعت بهذا الشيخ والله لا يغفر الله لك ما صنعت فخرجت، وتركته صريع فترته فلما كان الغد عدت إليه فإذا بسلخ في وجهه، وإذا بشريط قد شد به رأسه لصداع وجده فلما رآني قال: يا أبا السري المعاودة قال: قلت: يكون من ذلك ما قدر، وخرجت وتركته. هذا آخر حديث ابن رزق، وسياق الخبر له، وقال الخفاف: ثم قال لي: المعاودة يرحمك الله فقلت له: فأين بلغت أيها المتعبد من أحزانك، وهل بلغ الخوف ليلة من منامك؟ فتالله لكأني أنظر إلى آكل الفطير، والصابر على خبز الشعير يأكل ما اشتهى وسعي عليه بلحم طير، وسقي من الرحيق المختوم قال: فشهق شهقة فحركته فإذا هو قد فارق الدنيا.
أخبرنا أحمد بن علي بن محمد الأصبهاني إجازة قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ قال: أخبرنا أبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمل الصيرفي ببغداد قال: حدثنا إسحاق بن أحمد بن سلمان المؤدب قال: حدثني أبو جعفر محمد الصفار قال: رأيت منصور بن عمار في منامي فقلت له: يا منصور بن عمار ما صنع بك ربك؟ قال: لا تقل ما صنع بك ربك، ولكن قل: يا منصور كيف نجوت؟ قال: لقيت ربي فقال لي: يا منصور أصبت فيك تخليطا كثيرا غير أني وجدتك تحببني إلى خلقي، يا منصور قل لبشر بن الحارث: لو سجدت لي على الجمر ما أديت شكري فأخبر بشر بذلك فبكى بشر ثم قال: وكيف أؤدي شكر ربي؟
أخبرنا عَلي بن مُحمد بن عبد الله المعدل، قال: أخبرنا الحسين بن