للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دجلة فرأيت ملاحا في سمارية ينادي فرضة عثمان قصر عيسى أصحاب الساج فصحت به فقرب إلى الشط فجلست معه، وانحدر بي فقال لي: إلى أين تريد؟ فقلت: لا أدري أين أريد؟ فقال: ما رأيت أعجب أمرا منك تجلس معي في مثل هذا الوقت، وأنحدر بك وتقول: لا أدري أين أتوجه؟ فقصصت عليه قصتي فقال لي الملاح: لا تغتم فإني من أصحاب الساج، وأنا أقصد بك إلى بغيتك إن شاء الله فحملني إلى مسجد معروف الكرخي الذي على دجلة في أصحاب الساج، وقال لي: هذا معروف الكرخي يبيت في المسجد، ويصلي فيه، تطهر للصلاة وامض إليه إلى المسجد، وقص عليه حالك، وسله أن يدعو لك ففعلت ودخلت المسجد فإذا معروف يصلي في المحراب فسلمت وصليت ركعتين، وجلست فلما سلم رد علي السلام، وقال لي: من أنت رحمك الله؟ فقصصت عليه قصتي وحالي فسمع ذلك مني وقام يصلي، ومطرت السماء مطرا كثيرا فاغتممت وقلت: كيف جئت إلى هذا الموضع ومنزلي بسوق يحيى؟ وقد جاء هذا المطر، وكيف أرجع إلى منزلي؟ واشتغل قلبي بذلك فبينا نحن كذلك إذ سمعت صوت حافر دابة فقلت: في مثل هذا الوقت حافر دابة؟ فإذا هو يريد المسجد فنزل ودخل المسجد، وسلم وجلس فسلم معروف، وقال: من أنت رحمك الله؟ فقال له الرجل: أنا رسول فلان وهو يقرأ عليك السلام، ويقول لك: كنت نائما على وطاء وفوقي دثار فانتبهت على صورة نعمة الله علي فشكرت الله، ووجهت إليك بهذا الكيس تدفعه إلى مستحقه، فقال له: ادفعه إلى هذا الرجل الهاشمي فقال له: إنه خمسمِائَة دينار فقال له: أعطه فكذلك طلب له قال: فدفعها إلي فشددتها في وسطي وخضت الوحل والطين في الليل حتى صرت إلى منزلي وجئت إلى البقال فقلت له: افتح لي بابك ففتح فقلت: هذه خمسمِائَة

<<  <  ج: ص:  >  >>