للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دينار قد رزقني الله فخذ ما لك علي وخذ ثمن ما أريد فقال لي: دعها معك إلى غد، وخذ ما تريد فأخذ مفاتيحه، وصار إلى دكانه، ودفع إلي عسلا وسكرا وشيرجا وأرزا وشحما وما نحتاج إليه، وقال لي: خذ فقلت: لا أطيق حمله، فقال لي: أنا أحمل معك فحمل بعضه، وحملت أنا بعضه، وجئت إلى منزلي، والباب مفتوح، ولم يكن فيها نهوض لغلقه، وقد كادت تتلف يعني زوجته فوبختني على تركي إياها على مثل صورتها فقلت لها: هذا عسل وسكر، وشيرج وجميع ما تحتاجين إليه، فسري عنها بعض ما كانت تجده، ولم أعلمها بالدنانير خوفا أن تتلف فرحا فلما أصبحنا أريتها الدنانير وشرحت لها القصة، واشتريت بها عقارا نحن نستغله ونعيش من فضله، ومن غلته، وكشف الله عنا ما كنا فيه ببركة معروف الكرخي.

أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين التوزي قال: حدثنا الحسن بن الحسين بن حمكان الهمذاني قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن عثمان البزاز قال: حدثنا أبو بكر ابن الزيات قال: سمعت ابن شيرويه يقول: جاء رجل إلى معروف الكرخي فقال: يا أبا محفوظ جاءني البارحة مولود، وجئت لأتبرك بالنظر إليك قال: اقعد عافاك الله، وقل مِائَة مرة ما شاء الله كان، فقال الرجل. قال: قل مِائَة أخرى، فقال. فقال له: قل مِائَة أخرى، حتى قال له ذلك خمس مرات، فقالها خمسمِائَة مرة فلما استوفى الخمسمِائَة مرة دخل عليه خادم أم جعفر زبيدة وبيده رقعة وصرة فقال له: يا أبا محفوظ ستنا تقرأ عليك السلام، وقالت لك: خذ هذه الصرة، وادفعها إلى قوم مساكين، فقال له: ادفعها إلى ذلك الرجل، فقال: يا أبا محفوظ فيها خمسمِائَة درهم، فقال: قد قال خمسمِائَة مرة: ما شاء الله كان، ثم أقبل على الرجل فقال: يا عافاك الله لو زدتنا لزدناك.

وأخبرنا أحمد بن علي ابن التوزي، قال: حدثنا الحسن بن الحسين بن

<<  <  ج: ص:  >  >>