فقال معن: أحسنت والله، وإن كان الشعر لغيرك يا غلام، أعطهم أربعة آلاف، أربعة آلاف، يستعينوا بها على أمورهم إلى أن يتهيأ لنا فيهم ما نريد فقال الغلام: يا سيدي أجعلها دنانير أم دراهم؟ فقال معن: والله لا تكون همتك أرفع من همتي صفرها لهم.
أخبرني الأزهري قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا ابن دريد قال: أخبرنا أبو عثمان يعني الأشنانداني، عن الثوري، عن أبي عبيدة قال: وقف شاعر بباب معن بن زائدة حولا لا يصل إليه، وكان معن شديد الحجاب، فلما طال مقامه سأل الحاجب أن يوصل له رقعة، وكان الحاجب حدبا عليه فأوصل الرقعة فإذا فيها [من الوافر]:
إذا كان الجواد له حجاب. . . فما فضل الجواد على البخيل
فألقى معن الرقعة إلى كتابه، وقال أجيبوه عن بيته: فخلطوا، وأكثروا، ولم يأتوا بمعنى فأخذ الرقعة، وكتب فيها [من الوافر]:
إذا كان الجواد قليل مال. . . ولم يعذر تعلل بالحجاب