للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أي أهل العراق؟ قال: من الكوفة. قال: ائذن لهم. فدخلوا عليه فنظر إليهم معن في هيئة زرية فوثب على أريكته، وأنشأ يقول [من الطويل]:

إذا نوبة نابت صديقك فاغتنم. . . مرمتها فالدهر بالناس قلب

فأحسن ثوبيك الذي هو لابس. . . وأفره مهريك الذي هو يركب

وبادر بمعروف إذا كنت قادرا. . . زوال اقتدار أو غنى عنك يعقب

قال: فوثب إليه رجل من القوم فقال: أصلح الله الأمير، ألا أنشدك أحسن من هذا. قال: لمن؟ قال: لابن عمك ابن هرمة. قال: هات. فانشأ يقول [من الطويل]:

وللنفس تارات تحل بها العرى. . . وتسخو عن المال النفوس الشحائح

إذا المرء لم ينفعك حيا فنفعه. . . أقل إذا ضمت عليه الصفائح

لأية حال يمنع المرء ماله. . . غدا فغدا والموت غاد ورائح

فقال معن: أحسنت والله، وإن كان الشعر لغيرك يا غلام، أعطهم أربعة آلاف، أربعة آلاف، يستعينوا بها على أمورهم إلى أن يتهيأ لنا فيهم ما نريد فقال الغلام: يا سيدي أجعلها دنانير أم دراهم؟ فقال معن: والله لا تكون همتك أرفع من همتي صفرها لهم.

أخبرني الأزهري قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا ابن دريد قال: أخبرنا أبو عثمان يعني الأشنانداني، عن الثوري، عن أبي عبيدة قال: وقف شاعر بباب معن بن زائدة حولا لا يصل إليه، وكان معن شديد الحجاب، فلما طال مقامه سأل الحاجب أن يوصل له رقعة، وكان الحاجب حدبا عليه فأوصل الرقعة فإذا فيها [من الوافر]:

إذا كان الجواد له حجاب. . . فما فضل الجواد على البخيل

فألقى معن الرقعة إلى كتابه، وقال أجيبوه عن بيته: فخلطوا، وأكثروا، ولم يأتوا بمعنى فأخذ الرقعة، وكتب فيها [من الوافر]:

إذا كان الجواد قليل مال. . . ولم يعذر تعلل بالحجاب

<<  <  ج: ص:  >  >>