زائدة سجستان فنزل بست وأساء السيرة في أهلها فقتلوه.
أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله الهاشمي الخطيب قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون قال: أنشدنا محمد بن القاسم الأنباري قال: أنشدني أبي، عن غير واحد من شيوخه لمروان بن أبي حفصة يرثي معن بن زائدة الشيباني [من الوافر]:
مضى لسبيله معن وأبقى. . . محامد لن تبيد ولن تنالا
كأن الشمس يوم أصيب معن. . . من الإظلام ملبسة جلالا
هو الجبل الذي كانت نزار. . . تهد من العدو به الجبالا
وعطلت الثغور لفقد معن. . . وقد يروي بها الأسل النهالا
وأظلمت العراق وألبستها. . . مصيبته المجللة اختلالا
وظل الشام يرجف جانباه. . . لركن العز حين وهى فمالا
وكادت من تهامة كل أرض. . . ومن نجد تزول غداة زالا
فإن يعل البلاد له خشوع. . . فقد كانت تطول به اختيالا
أصاب الموت يوم أصاب معنا. . . من الأخيار أكرمهم فعالا
وكان الناس كلهم لمعن. . . إلى أن زار حفرته عيالا
ولم يك طالب للعرف ينوي. . . إلى غير ابن زائدة ارتحالا
ثوى من كان يحمل كل ثقل. . . ويسبق فيض راحته السؤالا
وما نزل الوفود بمثل معن. . . ولا حطوا بساحته الرحالا
وما بلغت أكف ذوي العطايا. . . يمينا من يديه ولا شمالا
وما كانت تجف له حياض. . . من المعروف مترعة سجالا