أخبرني علي بن أيوب القمي قال: أخبرنا محمد بن عمران أبو عبيد الله المرزباني قال: أخبرني محمد بن يحيى الصولي قال: إسحاق بن إبراهيم هو الذي أقدم أبا عبيدة من البصرة سأل الفضل بن الربيع أن يقدمه فورد أبو عبيدة في سنة ثمان وثمانين ومِائَة بغداد، فأخذ إسحاق عنه وعن الأصمعي علما كثيرا.
أخبرني علي بن أيوب قال: أخبرنا المرزباني قال: أخبرني الصولي قال: حدثنا محمد بن الفضل بن الأسود قال: حدثنا علي بن محمد النوفلي قال: سمعت أبا عبيدة معمر بن المثنى يقول.
قال الصولي: وحدثنا أبو ذكوان، عن التوزي، عن أبي عبيدة قال: أرسل إلي الفضل بن الربيع إلى البصرة في الخروج إليه فقدمت عليه، وكنت أخبر عن تجبره فأذن لي فدخلت، وهو في مجلس له طويل عريض فيه بساط واحد قد ملأه، وفي صدره فرش عالية لا يرتقى إليها إلا على كرسي، وهو جالس عليها فسلمت بالوزارة فرد وضحك إلي، واستدناني حتى جلست مع فرشه ثم سألني وألطفني وبسطني، وقال: أنشدني فأنشدته من عيون أشعار أحفظها جاهلية فقال لي: قد عرفت أكثر هذه وأريد من ملح الشعر، فأنشدته فطرب وضحك، وزاد نشاطه ثم دخل رجل في زي الكتاب له هيئة فأجلسه إلى جانبي، وقال له: أتعرف هذا؟ قال: لا. قال: هذا أبو عبيدة علامة أهل البصرة أقدمناه لنستفيد من علمه، فدعا له الرجل وقرظه لفعله هذا، وقال لي: إن كنت إليك لمشتاقا، وقد سئلت عن مسألة أفتأذن لي أن أعرفك إياها؟ قلت: هات. قال: قال الله تعالى: طلعها كأنه رؤوس الشياطين، وإنما