وهم لم يروا الغول قط، ولكنه لما كان أمر الغول يهولهم أوعدوا به، فاستحسن الفضل ذلك، واستحسنه السائل، واعتقدت من ذلك اليوم أن أصنع كتابا في القرآن لمثل هذا وأشباهه، ولما يحتاج إليه من علمه فلما رجعت إلى البصرة عملت كتابي الذي سميته المجاز، وسألت عن الرجل فقيل لي: هو من كتاب الوزير وجلسائه، يقال له: إبراهيم بن إسماعيل بن داود الكاتب العبرتائي.
أخبرنا الجوهري قال: حدثنا محمد بن العباس قال: حدثنا أبو مزاحم الخاقاني قال: حدثني أبو جعفر محمد بن فرج الغساني قال: سمعت سلمة يقول: سمعت الفراء يقول لرجل: لو حمل لي أبو عبيدة لضربته عشرين في كتاب المجاز.
أخبرني علي بن أيوب قال: أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني قال: حدثني عبد الله بن جعفر قال: حدثنا المبرد أحسبه عن التَّوزي قال: بلغ أبا عبيدة أن الأصمعي يعيب عليه تأليفه كتاب المجاز في القرآن، وأنه قال: يفسر كتاب الله برأيه. قال: فسأل عن مجلس الأصمعي في أي يوم هو؟ فركب حماره في ذلك اليوم، ومر بحلقة الأصمعي فنزل عن حماره، وسلم عليه وجلس عنده وحادثه، ثم قال له: يا أبا سعيد ما تقول في الخبز أي شيء هو؟ قال: هو الذي نأكله ونخبزه. فقال أبو عبيدة: قد فسرت كتاب الله برأيك فإن الله قال: ﴿أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا﴾ فقال الأصمعي: هذا شيء بان لي