على أن يحلف قطع عليه، وضرب بيده إلى كمه فحل صرة، وأخرج درهمين ثقيلين فقال للصفار: هذان الدرهمان عوض من باقي تورك فنظر الصفار إليهما، وقال: نعم فأخذ الدرهمين، فلما كان بعد يومين اشتكى أبو حنيفة فمرض ستة أيام ثم مات قال أبو الفضل يعني عباسا: فهذا قبره في مقام الخيزران إذا دخلت من باب القطانين يسرة بعد قبرين أو ثلاثة، وقيل: إن المنصور أقدمه بغداد لأمر آخر غير القضاء.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال: حدثنا أبو القاسم طلحة بن محمد بن جعفر قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، عن جده يعقوب قال: حدثني عبد الله بن الحسن قال: سمعت الواقدي يقول: كنت بالكوفة، وقد أشخص أبو جعفر أمير المؤمنين أبا حنيفة إلى بغداد.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: حدثنا محمد بن عثمان قال: حدثنا نصر بن عبد الرحمن قال: حدثنا الفضل بن دكين قال: حدثني زفر بن الهذيل قال: كان أبو حنيفة يجهر بالكلام أيام إبراهيم جهارا شديدا قال: فقلت له: والله ما أنت بمنته حتى توضع الحبال في أعناقنا قال: فلم يلبث أن جاء كتاب المنصور إلى عيسى بن موسى أن احمل أبا حنيفة قال: فغدوت إليه ووجهه كأنه مسح قال: فحمله إلى بغداد فعاش خمسة عشر يوما ثم سقاه فمات، وذلك في سنة خمسين، ومات أبو حنيفة، وله سبعون سنة.