قال له هارون: أنت والله أرق منه حيث تقول [من البسيط]:
طاف الهوى في عباد الله كلهم حتى إذا مر بي من بينهم وقفا قال العباس: أنت والله يا أمير المؤمنين أرق قولا مني ومنه حيث تقول [من الوافر]:
أما يكفيك أنك تملكيني وأن الناس كلهم عبيدي وأنك لو قطعت يدي ورجلي لقلت من الهوى أحسنت زيدي فأعجب بقوله وضحك.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال: حدثنا محمد بن موسى بن حماد البربري، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن صالح، قال: حدثنا عمي علي بن صالح قال: قال هارون الرشيد ابن المهدي ابن المنصور في ثلاث جوار له [من الكامل]:
ملك الثلاث الغانيات عناني وحللن من قلبي بكل مكان ما لي تطاوعني البرية كلها وأطيعهن وهن في عصيان ما ذاك إلا أن سلطان الهوى وبه قوين أعز من سلطاني أخبرنا ابن الفضل، قال: أخبرنا دعلج بن أحمد، قال: أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال: حدثنا محمد قال: سمعت عبد الرزاق يقول: كنت جالسا مع فضيل بن عياض بمكة قال: فمر هارون فقال فضيل بن عياض: الناس يكرهون هذا، وما في الأرض أعز علي منه، لو أنه حتى يضع رأسه لرأيت أمورا عظاما.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحاملي، قال: أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، قال: حدثنا يحيى بن أبي طالب، قال: حدثنا عثمان بن كثير الواسطي قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ما من نفس تموت أشد علي موتا من هارون أمير المؤمنين قال: وددت أنه -أو قال: ولوددت أن الله- زاد في عمره من عمري، فكبر