أخبرنا الأزهري، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي، قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: أخبرني عثمان بن عبد الرحمن قال: قال أمير المؤمنين المنصور لهشام بن عروة حين دخل عليه هشام: يا أبا المنذر تذكر يوم دخلت عليك أنا وإخوتي الخلائف، وأنت تشرب سويقا بقصبة يراع، فلما خرجنا من عندك قال لنا: أبونا اعرفوا لهذا الشيخ حقه، فإنه لا يزال في قومكم بقية ما بقي قال: لا أذكر ذلك يا أمير المؤمنين، فلما خرج هشام قيل له: يذكرك أمير المؤمنين ما تمت به إليه فتقول: لا أذكره، فقال: لم أكن أذكر ذلك، ولم يعودني الله في الصدق إلا خيرا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قَالَ: حدثني عاصم بن عمر بن علي أبو بشر المقدمي إملاء في سنة تسع وعشرين قال: حدثني أبي، عن هشام بن عروة أنه دخل على أبي جعفر المنصور فقال: يا أمير المؤمنين، اقض عني ديني، قال: وكم دينك؟ قال: مِائَة ألف. قال: وأنت في فقهك وفضلك تأخذ دينا مِائَة ألف ليس عندك قضاؤها؟ قال: يا أمير المؤمنين، شب فتيان من فتياننا فأحببت أن أبوئهم، وخشيت أن ينتشر علي من أمرهم ما أكره فبوأتهم، واتخذت لهم منازل، وأولمت عنهم ثقة بالله وبأمير المؤمنين قال: فردد عليه مِائَة ألف مِائَة ألف استعظاما لها، ثم قال: قد أمرنا لك بعشرة آلاف، فقال: يا أمير المؤمنين فأعطني ما أعطيت وأنت طيب النفس، فإني سمعت أبي يحدث عن رسول الله ﷺ أنه قال: من أعطى عطية وهو بها طيب