مملكته، فكانت الوزراء لا تعمل في تدبير الملك شيئا إلا بعد مطالعة يحيى بن أكثم، ولا نعلم أحدا غلب على سلطانه في زمانه إلا يحيى بن أكثم، وابن أبي دؤاد.
أخبرني الصيمري، قال: حدثنا محمد بن عمران المرزباني، قال: أخبرني أبو عبد الله الحكيمي، عَن أبي العيناء قال: سئل رجل من البلغاء عن يحيى بن أكثم، وابن أبي دؤاد أيهما أنبل؟ فقال: كان أحمد يجد مع جاريته وابنته، ويحيى يهزل مع خصمه وعدوه.
قلت: وكان يحيى سليما من البدعة، ينتحل مذهب أهل السنة.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، قال: أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا منصور محمد بن القاسم العتكي يقول: سمعت الفضل بن محمد الشعراني يقول: سمعت يحيى بن أكثم يقول: القرآن كلام الله، فمن قال: مخلوق يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ قال: أخبرنا محمد بن العباس، قال: حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبد الله قال: حدثني عمي من حفظه غير مرة قال: سألت أحمد بن حنبل عن يحيى بن أكثم فقال: ما عرفناه ببدعة.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، قال: حدثنا محمد بن العباس، قال: حدثنا محمد بن هارون بن المجدر قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: ذكر يحيى بن أكثم عند أبي فقال: ما عرفت فيه بدعة، فبلغت يحيى فقال: صدق أبو عبد الله ما عرفني ببدعة قط، قال: وذكر له ما يرميه الناس. فقال: سبحان الله، سبحان الله، ومن يقول هذا؟ وأنكر ذلك أحمد إنكارا شديدا.
حدثنا يحيى بن علي الدسكري، قال: أخبرنا أبو بكر ابن المقرئ