القاسم بن منيع، وأبي بكر بن أبي داود في الفهم والحفظ.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت ابن عبدان عن ابن صاعد أهو أكثر حديثا أو الباغندي؟ فقال: ابن صاعد أكثر حديثا، ولا يتقدمه أحد في الدراية، والباغندي أعلى إسنادا منه.
وقال حمزة: سمعت أبا بكر بن عبدان يقول: يحيى بن صاعد يدري ثم قال: وسئل ابن الجعابي أكان ابن صاعد يحفظ؟ فتبسم وقال: لا يقال لأبي محمد يحفظ، كان يدري. قلت لأبي بكر بن عبدان: أيش الفرق بين الدراية والحفظ؟ فقال: الدراية فوق الحفظ.
حدثني القاضي أبو بكر محمد بن عمر الداودي قال: سمعت شيخا من أصحاب الحديث حسن الهيئة لا أحفظ اسمه يقول: حضر رجل عند يحيى بن صاعد ليقرأ عليه شيئا من حديثه، وكان معه جزء من حديث أبي القاسم البغوي عن جماعة من شيوخه، فغلط وقرأه على ابن صاعد، وهو مصغ إلى سماعه، ثم قال له بعد: أيها الشيخ إني غلطت بقراءة هذا الجزء عليك، وليس من حديثك، إنما هو من حديث أبي القاسم البغوي، فقال له يحيى: جميع ما قرأته علي هو سماعي من الشيوخ الذين قرأته عنهم، ثم قام فأخرج أصوله وأراه كل حديث قرأه عليه عن الشيخ الذي هو مكتوب في الجزء عنه، أو كما قال.
قلت: إن كانت تلك الأحاديث عن متأخري شيوخ البغوي الذين شاركه يحيى بن صاعد في السماع منهم، فيحتمل أن تكون الحكاية صحيحة، إلا أنها طريفة عجيبة، وقد أوردناها كما حكيت لنا، فالله أعلم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: توفي أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد في ذي القعدة من سنة ثمان عشرة وثلاثمِائَة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، عن أبيه قال: مات يحيى بن محمد