يقول: سمعت يزيد بن هارون يحلف بالله الذي لا إله إلا هو أن من قال: القرآن مخلوق فهو كافر. وقال السراج: سمعت إبراهيم بن عبد الرحيم قال: سمعت إسماعيل بن عبيد، وهو ابن أبي كريمة قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: القرآن كلام الله، لعن الله جهما، ومن يقول بقوله كان كافرا جاحدا.
أخبرني أبو الفتح محمد بن المظفر بن محمد بن غالب الدينوري بها، قال: أخبرني سعد بن عبد الله المشعثي، قال: أخبرنا أبو القاسم بن زيد، قال: حدثنا عمر بن سهل قال: امتدح شاعر يزيد بن هارون فأنشأ يقول [من البسيط]:
يشفي العليل إذا ما قال حدثنا يحيى فيا لك من ذي منطق حسن أو قال أخبرنا داود مبتدئا والعلم والدر منظومان في قرن يعني يحيى بن سعيد الأنصاري وداود بن أبي هند.
أخبرني الأزهري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، قال: حدثنا جدي قال: رأيت علي ابن الجندي الحراني الذي وفد على يزيد بن هارون لحديث الفتون يسمعه منه فقيل له: إنه قد حلف أن لا يحدث به فقال قصيدة يستخرج بها الحديث منه، فقام بالقرب منه فبلغني أنه لما أنشدها يزيد بن هارون استمع له فكان إذا مر فيها بمدحه نهاه ونفض يده، ثم يستمع له بعد حتى أتمها فقال [من البسيط]:
دع عنك ما قد مضى في سالف الزمن من نعت ربع ديار الحي والدمن واذكر مسيرك في غبراء موحشة من الفدافد والقيعان والمنن من كل بلقعة ديمومة سحق تنائف قفرة داوية شزن