للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عاد هو وأصحابه من المهاجرين والأنصار إلى المدينة وقد دانت لهم مكة وما جاورها ومنّ الله عليهم بهذا النصر العظيم.

[عتاب بن أسيد]

وقد استعمل على مكة عتّاب بن أسيد «١» وكان عمره نيّفا وعشرين سنة، وأخلف معه معاذ بن جبل ليفقه الناس في دينهم، ويعلمهم القران. ولما ولاه رسول الله مكة جعل رزقه كل يوم درهما، فقام فخطب الناس فقال: أيها الناس أجاع الله كبد من جاع على درهم، فقد رزقني رسول الله كل يوم درهما، فليست لي حاجة إلى أحد. وهذا غاية القناعة، وكان متعففا عن أموال المسلمين، روي عنه أنه قال: ما أصبت في عملي هذا الذي ولّاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ثوبين معقّدين «٢» كسوتهما مولاي كيسان، وقد بقي واليا على مكة مدّة الصدّيق، ثم في خلافة عمر إلى سنة اثنتين وعشرين فتوفاه الله «٣» .

[الحج هذا العام]

وحج الناس في هذا العام على ما كانت العرب تحج وكان أمير الحج في هذا العام عتاب بن أسيد.


(١) عتاب- بتشديد التاء- ابن أسيد- بفتح أوله وكسر السين- ابن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس الأموي أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو محمد، وأمه زينب بنت عمرو بن أمية، وقد أسلم يوم الفتح كما ذكرنا. وقد استعمله النبي على مكة بعد أن رجع من الطائف، وقيل لما سار إلى حنين واستمر واليا عليها حتى مات.
(٢) الثوب المعقد: نوع من ثياب هجر.
(٣) الإصابة ج ٢ ص ٤٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>