للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنذره، وقيل: إنه رأى رؤيا تذكره بنذره «١» ، ودعاهم إلى الوفاء فأطاعوه، وقالوا: كيف نصنع؟ قال: ليأخذ كل رجل منكم قدحا، ثم يكتب فيه اسمه، ثم ائتوني، ففعلوا، ثم أتوه، فدخل على هبل في جوف الكعبة، وقال لصاحب القداح: اضرب على بنيّ هؤلاء بقداحهم، وأخبره بنذره الذي نذر، ففعل الرجل.

[خروج القدح على عبد الله]

وكان عبد الله أحب ولد عبد المطلب إليه، وكان يرى أن السهم إذا أخطأه فقد أشوى «٢» ، فلما أخذ سادن هبل القداح ليضرب بها قام عبد المطلب يدعو الله، فضرب الرجل، فخرج القدح على عبد الله، فهم عبد المطلب بذبحه، فقام إليه أخوال عبد الله من بني مخزوم فقالوا: والله لا تذبحه أبدا حتى تعذر فيه، فإن كان فداؤه بأموالنا فديناه، وقالت له قريش: لا تفعل- خشية أن تكون سنّة، وأشاروا عليه أن ينطلق إلى المدينة، فإن بها عرّافة- كاهنة- لها تابع «٣» فسلها، ثم أنت على رأس أمرك: إن أمرتك بذبحه ذبحته، وإن أمرتك بأمر لك وله فيه فرج قبلته.

[فداء عبد الله بمائة من الإبل]

فانطلقوا حتى أتوا المدينة، فوجدوا العرّافة بخيبر فركبوا إليها. فلما قصّ عليها عبد المطلب قصته استمهلتهم إلى الغد، ولما عادوا إليها في اليوم التالي قالت لهم: قد جاءني الخبر، كم الدية فيكم؟ قالوا: عشرة من الإبل، قالت:

فارجعوا إلى بلادكم، ثم قرّبوا صاحبكم، وقرّبوا عشرا من الإبل، ثم اضربوا عليه وعليها القداح، فإن خرجت على صاحبكم فزيدوا عشرا حتى يرضى ربكم، وإن خرجت على الإبل فانحروها عنه، فقد رضي ربكم ونجا صاحبكم.


(١) شرح المواهب، ج ١ ص ١١٤.
(٢) أي أبقى ما يرضي نفسه.
(٣) مخبر من الجن.

<<  <  ج: ص:  >  >>