للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عام الوفود]

لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وأسلمت هوازن، وعاد من تبوك وقد أظهر هيبة الإسلام، وجاءت ثقيف إليه مسلمة- تواردت عليه الوفود من كل ناحية، وفي حديث عمرو بن سلمة في قصة الفتح عند البخاري قال: «كانت العرب تلوّم- تنتظر- بإسلامهم الفتح، فيقولون: اتركوه وقومه، فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق، فلما كانت وقعة الفتح بادر كل قوم بإسلامهم، وبدر أبي قومي بإسلامهم ... » .

واتفقوا على أن توارد الوفود كان سنة تسع. قال ابن هشام: حدثني أبو عبيدة قال: كانت سنة تسع تسمى سنة الوفود «١» . وقد ذكر هذه الوفود ابن إسحاق وابن هشام في السيرة، والواقدي في مغازيه، وكاتبه محمد بن سعد في طبقاته «٢» ، وهو أوفى ما جمع في ذلك، والبخاري في صحيحه «٣» ، وتابعهم معظم الكاتبين في السيرة. قال الحافظ في الفتح: ومجموع ما ذكروه يزيد على الستين.

ومما ينبغي أن يتنبه إليه أن الذين تعرضوا لذكر الوفود لم يقتصروا على الوفود سنة تسع، بل استطردوا إلى ذكر بعض الوفود قبلها وبعدها، فقد ذكر ابن إسحاق وفد ضمام بن ثعلبة مع أنه كان في رجب سنة خمس «٤» ، وابن سعد


(١) سيرة ابن هشام، ج ٢ ص ٥٦٠.
(٢) الطبقات، ج ١ من ص ٢٩١- ٢٩٥.
(٣) فتح الباري، ج ٨ من ص ٦٨- ٨٤.
(٤) كنت قد ذكرت هذا في الطبعة الأولى بناء على ما ذكر ابن كثير نقلا عن الواقدي، وقد قال ذلك أيضا غيره. ثم ظهر لي أن قدوم ضمام كان سنة تسع، وهو الذي صححه-

<<  <  ج: ص:  >  >>