للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تأسيس مسجد قباء]

وكان أول عمل قام به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لما قدم قباء أن أسس مسجد قباء، كي يكون للمسلمين مكان يصلون فيه، ويجمعهم على البر والخير والتقوى، وهو المسجد الذي أسس على التقوى، وهو أول مسجد بني في الإسلام لكافة المسلمين، وهو المراد بقوله تعالى:

لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (١٠٨) «١» .

[نزول النبي وصاحبه بالمدينة]

وكان نزول النبي صلّى الله عليه وسلّم حين قدم قباء على كلثوم بن الهدم «٢» أخي بني عمرو بن عوف، ويقال: بل نزل على سعد بن خيثمة، ولا منافاة بين القولين، فقد كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يبيت عند كلثوم بن الهدم، فإذا أصبح جلس في بيت سعد بن خيثمة، وذلك أنه كان عزبا لا أهل له، وكان يقال لبيته: بيت العزاب، ولذلك نزل عليه العزاب من المهاجرين كما ذكرنا.

ونزل أبو بكر الصديق رضي الله عنه على خبيب بن إساف أحد بني الحارث بن الخزرج بالسنح «٣» وقيل: بل نزل على خارجة بن زيد بن أبي زهير أخي بني الحارث بن الخزرج.

[هجرة علي رضي الله عنه]

وأقام علي بن أبي طالب بمكة ثلاث ليال وأيامها، حتى أدى عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الودائع التي كانت عنده للناس، ثم لحق برسول الله فأدركه بقباء بعد وصوله بليلتين أو ثلاث، فكانت إقامته بقباء ليلة أو ليلتين، ثم خرج مع النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة يوم الجمعة.


(١) الاية ١٠٨ من سورة التوبة.
(٢) قيل كان يومئذ مشركا، وهو الذي جزم به الحسن بن زبالة في «أخبار المدينة» .
(٣) مكان خارج المدينة قرب قباء.

<<  <  ج: ص:  >  >>