للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال: لو أني جئت الكعبة فطفت بالبيت سبعا، فذهب يطوف، فإذا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قائم يصلي فقال: لو أني استمعت إلى محمد الليلة حتى أسمع ما يقول، فاستخفى وراء ستر الكعبة، وما زال يتحرك من وراء الكسوة حتى صار قريبا من النبي قبل قبلته ما يواريه إلا ثياب الكعبة، قال: فلما سمعت القران رقّ له قلبي، فبكيت ودخلني الإسلام، فلم أزل قائما في مكاني هذا حتى قضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلاته ثم انصرف «١» .

[إسلام أخته فاطمة وزوجها]

وكانت أخته فاطمة بنت الخطاب قد سبقته إلى الإسلام هي وزوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وهو ابن ابن عمها، وكانا يخفيان إسلامهما، وكان خبّاب بن الأرت من قدماء المسلمين يختلف إلى فاطمة وزوجها يقرئهما القران.

[قصده رسول الله لقتله]

وفي ثورة من ثورات النفس المضطربة، المتحيرة، الناقمة على من يخالفها خرج عمر يوما متوشحا سيفه، يريد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ورهطا من أصحابه قد ذكروا له أنهم في بيت عند الصفا، وهم قريب من أربعين ما بين رجال ونساء، منهم الصدّيق، وعلي، وحمزة في اخرين اثروا المقام مع رسول الله، ولم يخرجوا إلى الحبشة، فلقيه نعيم بن عبد الله النحّام من بني عدي بن كعب، وكان يخفي إسلامه، فقال: أين تريد يا عمر؟ قال: أريد محمدا هذا الصابىء الذي فرّق أمر قريش، وسفّه أحلامها، وعاب دينها، وسب الهتها، فأقتله!!

فقال له نعيم: لقد غرّتك نفسك يا عمر!! أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدا؟! أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم؟

قال: وأي أهل بيتي؟ قال ختنك، وابن عمك سعيد بن زيد «٢» ، وأختك فاطمة بنت الخطاب، فقد- والله- أسلما.

فرجع عمر عامدا إلى أخته وزوجها، وعندهما خباب بن الأرت معه


(١) السيرة، ج ١ ص ٣٤٧.
(٢) الختن زوج البنت أو الأخت، وهو ابن ابن عمه، ففي قوله وابن عمك تجوز.

<<  <  ج: ص:  >  >>