للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السّنة السّابعة من الهجرة

[الغزوات والسرايا في هذه السنة]

غزوة ذي قرد «١»

لم يختلف أصحاب السير أنها كانت سنة ست قبل الحديبية وإن اختلفوا في شهرها، وجزم الإمام البخاري بأنها كانت قبل خيبر بثلاث ليال على ما ثبت عنده من أحاديث صحيحة، وقد رجّح الحافظان ابن كثير وابن حجر ما ذهب إليه البخاري «٢» ، ولذلك اثرت ذكرها هنا تبعا لما في الصحيح.

أغار عبد الرحمن بن عيينة بن حصن الفزاري في جماعة من قومه غطفان على لقاح «٣» النبي صلى الله عليه وسلم بالغابة، وعلى اللقاح رجل من غفار ومعه امرأته، فقتلوا الرجل واستاقوا اللقاح وأخذوا معهم المرأة، وكان أول من سمع بهم سلمة بن عمرو بن الأكوع، فقد لقيه غلام لعبد الرحمن بن عوف فأخبره، فتوشح سيفه، وتنكّب قوسه، وأخذ نبله وصعد على جبل فراهم، فصاح واصباحاه «٤» (ثلاثا) وخرج يشتد في اثار القوم، وكان عاديا لا يسبقه أحد حتى لحق بهم، فجعل يرميهم بالنبل ويقول:

خذها وأنا ابن الأكوع ... اليوم يوم الرّضّع «٥»


(١) بفتح القاف والراء وحكي الضم فيها، وهو ماء على نحو بريد من بلاد غطفان.
(٢) فتح الباري، ج ٧ ص ٣٧.
(٣) جمع لقحة بكسر اللام وفتحها: الإبل ذوات اللبن.
(٤) كلمة تقال عند استنفار الغافل.
(٥) الرضع: جمع راضع وهو اللئيم، أي يوم هلاك اللئام.

<<  <  ج: ص:  >  >>