للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله، فكبّر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تكبيرة عرف أهل البيت من أصحاب رسول الله أن عمر قد أسلم، وكبر المسلمون تكبيرة علم منها أهل مكة أن عمر قد أسلم «١» .

[استعلان المسلمين بدينهم]

ولما أسلم عمر قال: يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟

قال: «بلى، والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم، وإن حييتم» فقلت:

ففيم الخفاء يا رسول الله، علام نخفي ديننا ونحن على الحق، وهم على الباطل؟! فقال: «يا عمر إنا قليل، قد رأيت ما لقينا» فقال: والذي بعثك بالحق لا يبقى مجلس جلست فيه بالكفر إلا جلست فيه بالإيمان.

ثم خرج النبي صلّى الله عليه وسلّم هو والمسلمون في صفين: عمر في أحدهما، وحمزة في الاخر، قال حتى دخلنا المسجد الحرام، فنظرت قريش إلينا، فأصابتهم كابة لم يصبهم مثلها قط، فسماه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يومئذ (الفاروق) لأنه فرق بين الحق والباطل.

عزّة المسلمين

وبإسلام عمر- رضي الله عنه- عز الإسلام والمسلمون، وصاروا يغشون الكعبة ويطوفون حولها، ويصلّون لا يخافون قريشا. روى البخاري في صحيحه بسنده عن ابن مسعود قال: «ما زلنا أعزّة منذ أسلم عمر بن الخطاب» «٢» وروى زياد البكّائي بسنده عن عبد الله بن مسعود قال: «إن إسلام عمر كان فتحا، وإن هجرته كانت نصرا، وإن إمارته كانت رحمة، ولقد كنا ما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر «٣» ، فلما أسلم قاتل حتى صلّى عند الكعبة وصلّينا معه» .


(١) السيرة، ج ١ ص ٣٤٢- ٣٥٠؛ شرح المواهب، ج ١ ص ٣٢٨- ٣٣٢.
(٢) صحيح البخاري- باب إسلام عمر.
(٣) يريد الضعفاء منهم، وإلا فقد كان رسول الله، وأبو بكر، وحمزة، وأمثالهم يصلون عند الكعبة على ما كان ينالهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>