وأحب أن أقول للشيعة الإمامية: إننا كنا نحب من صميم قلوبنا لو أن شيخ قريش، أبا طالب أسلم؛ لأننا نعلم أن ذلك كان يحبه رسول الله ويهواه، وما يحبه رسول الله ويهواه فنحن- ولا شك- نحبه ونهواه، ولكن ماذا نصنع وقد سبق القدر بما قد كان؟! ولم نجد من الأدلة الصحيحة ما يجعلنا نقول بذلك، والإمام الالوسي- وهو من محبي ال علي والمنتسبين إليهم- اعتبر الأدلة الدالة على إسلام أبي طالب أوهى من بيت العنكبوت!!
كما أقول أيضا: إن موت أبي طالب على الكفر لا يخل بمنزلة الإمام علي رضي الله عنه- ولا بثبات قدمه في الإسلام، ولا بمواقفه البطولية المشهورة، ولا بعلمه الواسع الغزير، ولا بفصاحته وبلاغته المأثورتين، ولا بفقهه وأقضيته التي تخرّج بها العلماء والقضاة والفقهاء ووو ...
وإن في الأنبياء من مات أبوه على غير الدين الحق كازر أبي خليل الرحمن، على ما بذل ورغب في هدايته ابنه إبراهيم- عليه الصلاة والسلام-!! وما أخلّ ذلك بقدر أبي الأنبياء.
ونحن- معاشر أهل السنة والجماعة- نجل ال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ونحبهم حبا جما، لأن حبهم من حبه، وتكريمهم من تكريمه صلّى الله عليه وسلّم، ولكن لا ينبغي أن يعمينا الحب ويصمنا عن الحق ودلائله، والحق أحق أن يتبع، والله هو الهادي لمن يشاء.
على أن الخلاف في الرأي لا ينبغي أن يحول بيننا وبين أن نكون إخوانا متحابين، ومتعاونين لا متدابرين، وأن نوحّد جهودنا للإسلام، وفي سبيل رفعته وسيادته.
[تخفيف العذاب على أبي طالب]
وقد ورد في الصحيحين وغيرهما أن الله سبحانه وتعالى سيخفف العذاب عن أبي طالب، لمناصرته لرسول الله، وتأييده له في الدعوة إلى الإسلام، روى الإمام البخاري في صحيحه، بسنده عن العباس- رضي الله عنه- أنه قال