للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصحاب بئر معونة «١» أو سرية القرّاء

وفي شهر صفر أيضا وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو براء عامر بن مالك ملاعب الأسنة، وهو من رؤوس بني عامر، فدعاه رسول الله إلى الإسلام، فلم يسلم ولم يبعد، وقال: يا محمد لو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد فدعوهم إلى أمرك رجوت أن يستجيبوا لك، فقال صلى الله عليه وسلم: «إني أخشى عليهم أهل نجد» ، فقال أبو براء: أنا لهم جار، فبعث رسول الله المنذر بن عمرو في سبعين رجلا من خيار المسلمين، وكانوا يعرفون بالقرّاء «٢» ، وقيل في أربعين رجلا والصحيح الأول. منهم: الحارث بن الصمة، وحرام بن ملحان- خال أنس بن مالك- وعامر بن فهيرة مولى الصدّيق.

فساروا حتى نزلوا بئر معونة، فبعثوا حرام بن ملحان بكتاب رسول الله إلى عامر بن الطفيل، فلما أتاه لم ينظر في الكتاب، وأوعز إلى رجل فأنفذه بالرمح من خلفه، فقال حرام: فزت ورب الكعبة!!

ثم استصرخ عليهم بني عامر فأبوا وقالوا: لن نخفر «٣» أبا براء وقد عقد لهم عقدا وجوارا، فاستصرخ عليهم قبائل من بني سليم: رعلا وذكوان وعصية «٤» ، فأجابوه فخرجوا حتى غشوا القوم، فأحاطوا بهم في رحالهم، فقال


(١) اسم موضع من بلاد هذيل بين مكة وعسفان.
(٢) هم جماعة من حفظة القران، كانوا يحتطبون بالنهار، ويتدارسون القران ويصلون بالليل، ويطعمون أهل الصفة، وإذا دعوا إلى الجهاد لبوا سراعا.
(٣) نخفر بضم أوله: ننقض عهده، وأما خفر الثلاثي فبمعنى وفى بالعهد.
(٤) رعل: بكسر الراء وسكون العين، وذكوان بفتح الذال، وعصية: بضم العين وفتح الصاد وتشديد الياء، أحياء من بني سليم.

<<  <  ج: ص:  >  >>