للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثاني الرّضاع

[إرضاع أمه له]

وكانت أولى من أرضعته صلّى الله عليه وسلّم هي أمه، قيل: أرضعته ثلاثة أيام، وقيل سبعا، وقيل تسعا.

إرضاع ثويبة «١»

ثم أرضعته ثويبة جارية عمه أبي لهب بلبن ابنها مسروح بضعة أيام قبل قدوم حليمة عليه، وكذلك أرضعت عمه حمزة، وابن عمته أبا سلمة المخزومي، فكانوا أخوة من الرضاع. ولما قيل للنبي عقب عمرة القضاء: ألا تتزوج ابنة حمزة هي فاطمة- قال: «إنها ابنة أخي من الرضاع» ولما قالت له السيدة أم حبيبة إنا نحدّث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة، وفي رواية: درة بنت أبي سلمة قال: «بنت أبي سلمة» ؟! قالت: نعم، قال: «إنها لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلّت لي، إنها لابنة أخي من الرضاعة «٢» ؛ أرضعتني وأبا سلمة ثويبة، فلا تعرضنّ علي بناتكن، ولا أخواتكن» . رواه البخاري.

[استرضاعه في بني سعد]

وكان من عادة أشراف العرب أن يتلمّسوا المراضع لأولادهم في البوادي ليكون ذلك أنجب للولد، وأصح للبدن، وأصفى للذهن، وأبعد عن الوخم،


(١) بضم الثاء، وفتح الواو، وسكون الياء، فباء مواحدة، فتاء تأنيث، وقد اختلف في إسلامها، ولم يذكر إسلامها إلا ابن منده. وأما مسروح فقال البرهان: لا أعلم أحدا ذكره بإسلام.
(٢) أي اجتمع في تحريمها سببان. كونها ربيبة، وكونها ابنة أخيه من الرضاع.

<<  <  ج: ص:  >  >>