خرج فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمع من أصحابه، قيل: أربعمائة وقيل:
سبعمائة قبل نجد يريد بني محارب وبني ثعلبة من غطفان لما بلغه أنهم يجمعون الجموع له، واستخلف على المدينة أباذر، وقيل عثمان بن عفان، فساروا حتى وصلوا «نخلا» ، فلقي بها جمعا من غطفان، فتقارب الناس ولم يكن بينهم حرب، وخاف المسلمون أن يأخذهم المشركون على غرّة، فصلى النبي بأصحابه صلاة الخوف، وذلك أن طائفة منهم صفّت مع النبي صلى الله عليه وسلم ووقفت طائفة تجاه العدو، فصلّى بالتي معه ركعة ثم ثبت قائما، وأتموا لأنفسهم، ثم انصرفوا فصفوا تجاه العدو، وجاءت الطائفة الاخرى فصلّى بهم الركعة التي بقيت من صلاته، ثم ثبت جالسا وأتموا لأنفسهم، ثم سلم بهم.
وقد ورد عن النبي في صفة صلاة الخوف كيفيات أخرى حملها بعض العلماء على التوسع والتخيير، وأن أية طريقة منها جائزة، وحملها البعض الاخر على اختلاف الأحوال، فإذا اشتد الخوف أخذ بأيسرها مؤونة، وأقلها عملا.
وهذا يدل على يسر الإسلام وسماحته، وصلاحيته لكل زمان ومكان. وقد اختلف في تحديد وقتها، فالإمام البخاري يرى أنها كانت سنة سبع بعد خيبر وساق أدلته على ذلك، أما أصحاب السير فذهبوا إلى أنها قبل خيبر، وإن اختلفوا في تحديد زمانها، فقيل سنة أربع، وقيل سنة خمس، وقيل في أوائل سنة ست.
(١) اختلف في سبب تسميتها «ذات الرقاع» فقيل: لأنهم كانوا يلفون على أرجلهم الخرق لما حفيت أقدامهم، وقيل: لأنهم رقعوا راياتهم فيها.