للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حمر، خطمهم «١» الليف، وأزرهم «٢» العباء، وأرديتهم النّمار «٣» ، يحجون البيت العتيق» ، وما رواه الإمام أحمد في مسنده بسنده عن ابن عباس قال: لما مرّ النبي صلّى الله عليه وسلّم بوادي عسفان حين حج قال: «يا أبا بكر، أي واد هذا؟» قال:

وادي عسفان، قال: «لقد مرّ به هود، وصالح- عليهما السلام- على بكرات حمر، خطمها الليف، وأزرهم العباء، وأرديتهم النّمار، يلبّون يحجون البيت العتيق» إسناده حسن، لأن المقصود الحج إلى محله، وبقعته المعروفة، وإن لم يكن ثم بناء «٤» .

[رواية البخاري في صحيحه]

وها أنذا أذكر رواية الإمام البخاري في صحيحه، المشتملة على إسكان الخليل هاجر، وابنها عند البيت، وقصة نبع زمزم، وقصة بناء البيت؛ لأنها أصحّ ما روي في هذا الباب، بعضها مرفوع إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم صراحة، وجلّها موقوف من كلام ابن عباس، ولكن له حكم المرفوع، لأن مثل هذا لا يقوله ابن عباس بمحض الرأي، فهو إما سمعه من النبي أو من صحابي عنه، ويستبعد جدا أن يكون تلقّاه عن أهل الكتاب الذين أسلموا، لأن ما جاء في الحديث أدق، وأوفى وأشمل مما جاء في كتبهم.

وسأذكر الحديث بطوله لما فيه من الإمتاع، والحكم، والأحكام، والسنن والعبر والعظات، وهو- إلى ذلك- قطعة من الأدب الحي، والقصص الحق.

روى الإمام البخاري في صحيحه بسنده عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: «أول ما اتخذ النساء المنطق «٥» من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقا


(١) خطم جمع خطام: وهو الزمام الذي تشد به الناقة.
(٢) أزر: جمع إزار: وهو ما يستر به أسفل الجسم من الوسط.
(٣) أردية جمع رداء: ما يوضع على الكتفين ويستر به النصف الأعلى. النمار: جمع نمرة، الكساء المخطط.
(٤) البداية والنهاية، ج ١ ص ١١٩، ١٣٨.
(٥) المنطق، والنطاق ما تشد به المرأة وسطها.

<<  <  ج: ص:  >  >>