للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن أرضنا بها شراب من الشعير- المزر- وشراب من العسل- البتع- فقال:

«كل مسكر حرام» .

وقد دلّ بعث النبي لأبي موسى على أنه كان عالما فطنا حاذقا، ولولا ذلك لم يولّه النبي صلى الله عليه وسلم الإمارة والقضاء، ولو كان فوّض الحكم لغيره لم يحتج إلى توصيته بما وصاه به، ولذلك اعتمد عليه عمر، ثم عثمان، ثم علي.

وأما الخوارج والروافض فطعنوا فيه ونسبوه إلى الغافلة وعدم الفطنة لما صدر منه في التحكيم بصفين، قال ابن العربي وغيره: والحق أنه لم يصدر منه ما يقتضي وصفه بذلك، وغاية ما وقع منه أن اجتهاده أداه إلى أن يجعل الأمر شورى بين من بقي من أكابر الصحابة من أهل بدر ونحوهم، لما شاهد من الاختلاف الشديد بين الطائفتين بصفّين، وال الأمر إلى ما ال إليه «١» .

[بعث علي بن أبي طالب]

وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّ بن أبي طالب إلى اليمن ليقبض خمس الغنائم التي غنمها خالد بن الوليد، وهو يجاهد في اليمن وليخلفه في الجهاد، فذهب واستلمه واصطفى منه جارية لنفسه، فأثار ذلك نفس أحد الصحابة عليه وهو بريدة الأسلمي، وكان في نفسه من علي شيء، فلما قدم على النبي ذكر ذلك له فقال: «يا بريدة أتبغض عليا؟» ، قال: نعم. قال: «لا تبغضه، فإن له في الخمس أكثر من ذلك» «٢» . قال بريدة: فما كان أحد من الناس أحبّ إلي من علي.

وفي صحيح البخاري أن عليا بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخمس بذهيبة لم تخلص من تبرها من الخمس، فقسمها النبي بين أربعة: عيينة بن حصن، والأقرع بن حابس، وزيد الخيل، وعلقمة بن علاثة العامري، وكذلك بعثه مصدّقا كما رواه البيهقي «٣» .


(١) فتح الباري، ج ٧ ص ٥٠.
(٢) رواه البخاري.
(٣) البداية والنهاية، ج ٥ ص ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>