للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[غزوة بني النضير]

وكان يهود بني النضير ممن عاهداهم النبي ووادعهم على أن يأمن كل فريق الاخر، لكنهم لم يفوا بالعهد وهمّوا بقتل الرسول. ذلك أن عمرو بن أمية الضمري الذي نجا من سرية القراء لقي أثناء رجوعه إلى المدينة رجلين من بني عامر، فقتلهما وهو يظن أنه أصاب بذلك بعض الثأر من بني عامر الذي غدروا بهم، ولم يشعر بعهدهما الذي لهما من رسول الله، فقال له الرسول: «لقد قتلت رجلين لأدينّهما» «١» وكان بين بني عامر وبني النضير عهد وحلف.

فخرج رسول الله إلى بني النضير يستعينهم في دية الرجلين في جماعة من صحابته منهم أبو بكر وعمر وعلي، فلما جاءهم أظهروا له حسن الاستعداد لإجابته، ثم خلا بعضهم إلى بعض فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل هذه الحالة- وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا إلى جنب جدار لهم- فمن رجل يعلو على هذا البيت، فيلقي عليه صخرة ويريحنا منه؟ فانتدب لذلك الشقي عمرو بن جحّاش فقال: أنا لذلك.

فصعد ليلقي الصخرة، فأتى رسول الله الخبر من السماء بما أراد القوم، فقام وخرج راجعا إلى المدينة، فلما استلبث النبيّ أصحابه قاموا في طلبه حتى انتهوا إليه بالمدينة، فأخبرهم بما كانت اليهود اعتزمته من الغدر بهم.

فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة إليهم يطلب إليهم الخروج من جواره بالمدينة، وأمهلهم عشرة أيام وإلا حاق بهم الهلاك. فأيقنوا أن الله أطلعه


(١) لأدفعن الدية إلى أهلهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>