لك المرباع فينا، والصفايا ... وحكمك، والنشيطة، والفضول «١»
وعليه إزاء هذه الحقوق واجبات كثيرة، ومسؤوليات ضخمة، فهو في السلم جواد كريم، مسؤول عن إكرام الضيوف، وقرى الوافدين، وعابري السبيل، وإغاثة المحتاج من أبناء القبيلة، وإجارة المستجير، وفي الحرب يتقدم الصفوف، ويعقد الصلح، والمعاهدات.
وقصارى القول أنه رمز القبيلة، ولسانها الناطق، وعقلها المعبّر بمعونة العقلاء ذوي التجربة والسنّ من رجال القبيلة.
وتسود الحريّة النظام القبلي، فقد نشأ العربي في جو طليق، وفي بيئة طليقة، فمن ثم كانت الحرية من أخص خصائص العرب، ويعشقونها، ويأبون الضيم والذل.
وكل فرد في القبيلة ينتصر لها، ويشيد بمفاخرها، وأيامها، وينتصر لكل أفرادها محقا أو مبطلا، حتى صار من مبادئهم:«انصر أخاك ظالما، أو مظلوما» وكان شعارهم:
لا يسألون أخاهم حين يندبهم ... في النائبات على ما قال برهانا
والفرد في القبيلة تبع للجماعة، وقد بلغ من اعتزازهم برأي الجماعة أنه قد تذوب شخصيته في شخصيتها، قال دريد بن الصمة:
وهل أنا إلا من غزيّة إن غوت ... غويت، وإن ترشد غزيّة أرشد
ممّ تتكون القبيلة؟
وتتكون القبيلة من طبقات ثلاث:
١- طبقة الأحرار:
وهم أبناء القبيلة الصرحاء، وهم الذين يجمع بينهم الدم الواحد، والنسب المشترك.