للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يبدّلوا، ويكون المراد أن الله محا به معظم أنواع الكفر، وأصبح معظم الناس مؤمنين موحّدين، فإنه صلّى الله عليه وسلّم لم يفارق الدنيا حتى صارت الجزيرة كلها مؤمنة موحّدة وحمل أصحابه الرسالة من بعده، فلم يمض قرن من الزمان أو أقل حتى صار معظم الدنيا المعروفة انئذ من المحيط إلى المحيط «١» يذكر على ماذنها توحيد الله في اليوم خمس مرات.

وأما الحاشر فقد فسّر أيضا في الحديث. ومعنى على قدمي: أي على أثري، وهو يوافق قوله في الرواية الاخرى: «وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي» أي أنه أول من يحشر يوم القيامة، وفي الحديث الاخر: «أنا أول من تنشق عنه الأرض» .

وأما العاقب فقد ورد تفسيره في الرواية الاخرى: «وأنا العاقب ما بعده نبي» فهو خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

[النسب الزكي الشريف]

وإليك نسب النبي الشريف المنيف، على ما ذكره الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه «٢» قال:

محمد بن عبد الله، بن عبد المطلب «٣» ، بن هاشم «٤» ، بن عبد مناف «٥» ، بن قصي «٦» ، بن كلاب «٧» ، بن مرّة، بن كعب «٨» ،


(١) من المحيط الأطلسي غربا، إلى المحيط الهادي شرقا.
(٢) باب «مبعث النبي صلّى الله عليه وسلّم» .
(٣) اسمه شيبة قيل لشيبة كانت في رأسه، ويقال له: شيبة الحمد لجوده.
(٤) اسمه عمرو. ولقب بهاشم لكثرة ما هشم من الخبز لإطعام الناس.
(٥) اسمه: المغيرة.
(٦) بصيغة المصغر، اسمه زيد، وقد قدمنا سبب تسميته قصيا.
(٧) كلاب: اسمه حكيم، ولقب بكلاب لمحبته كلاب الصيد، فكان يجمعها فيمر المار فيعجب لكثرتها، فيسأل عنها: فيقال له: هذه كلاب ابن مرة فعرف بذلك.
(٨) وهو أول من جمع الناس يوم العروبة، وهو يوم الجمعة كان يسمى بذلك في الجاهلية،

<<  <  ج: ص:  >  >>