للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تعفية زمزم على جميع الابار]

وكانت قريش لما طمّت زمزم حفرت أبيارا بمكة، فحفر هاشم بن عبد مناف بئرا عند فم شعب أبي طالب، وحفر عبد شمس بن عبد مناف بئرا بأعلى مكة، وحفر أمية بن عبد شمس بئرا لنفسه، وحفر بنو أسد بن عبد العزّى بئرا، وحفر بنو عبد الدار بئرا، وبنو جمح بئرا، وبنو سهم بئرا، وهكذا.

فلما أعاد عبد المطلب حفر زمزم عفت على الابار التي كانت قبلها، وانصرف الناس إليها لمكانها من المسجد الحرام، ولفضلها على ما سواها من المياه، ولأنها بئر إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام.

[فضل زمزم]

وقد ورد في فضل ماء زمزم أحاديث كثيرة فمنها: ما رواه مسلم في صحيحه في قصة إسلام أبي ذر- رضي الله عنه: «إنها طعام طعم» «١» ورواه أبو داود الطيالسي مرفوعا بزيادة: «طعام طعم، وشفاء سقم» وروى الإمام أحمد بسنده عن جابر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ماء زمزم لما شرب له» ورواه سويد بن سعيد وهو ضعيف وروى الدارقطني والحاكم وصحّحه عن ابن عباس عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «ماء زمزم لما شرب له: إن شربته لتستشفي شفاك الله، وإن شربته لشبعك أشبعك الله، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله، وهي هزمة «٢» جبريل، وسقيا الله إسماعيل» ، ومهما يكن من شيء فقد صحح الحافظ الدمياطي- وهو من الحفاظ المتأخرين المتقنين- حديث: «ماء زمزم لما شرب له» وأقره الحافظ العراقي «٣» .

وروى ابن ماجه والحاكم عن ابن عباس أنه قال لرجل: «إذا شربت من


(١) مشبع.
(٢) هزمة أو همزة: أثر ضربته في الأرض بعقبه، أو بجناحه.
(٣) مقدمة ابن الصلاح وشرحها، للحافظ العراقي، ص ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>