(٢) قال الإمام السهيلي في «الروض الأنف» : خصّ الشمس باليمين لأنها الاية المبصرة، وخص القمر بالشمال لأنها الاية الممحوة، وقد قال عمر- رضي الله عنه- لرجل قال له: إني رأيت الشمس والقمر يقتتلان، ومع كل منهما نجوم، فقال عمر: مع أيهما كنت؟ قال: كنت مع القمر قال: كنت مع الاية الممحوة، اذهب فلا تعمل لي عملا، وكان عاملا له فعزله، وخص رسول الله صلّى الله عليه وسلّم النيّرين حين ضرب المثل بهما لأن نورهما محسوس، والنور الذي جاء به من عند الله معنوي. وأنا أقول: ولأنهما أعز وأمنع ما يطمع فيهما طامع، أو يرجو الحصول عليهما بشر في هذه الحياة، بل الحصول عليهما في اليدين من ضروب المستحيلات وبذلك بلغ غاية الإفصاح عن استحالة تركه الدعوة حتى يظهرها الله سبحانه، أو يموت دون ذلك.