للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أقسام الوحي الشرعي]

للوحي أنواع كثيرة أهمها:

١- تكليم الله نبيه بما يريد من وراء حجاب،

إما في اليقظة، وذلك مثل تكليم الله موسى عليه السلام، ومثل ما حدث لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام ليلة الإسراء والمعراج. وإما في المنام كما في حديث ابن عباس ومعاذ عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «أتاني ربي، فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ ... » «١» رواه أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وقال: حسن صحيح، وعبد الرزاق، والطبراني عن ابن عباس، والترمذي، وابن مردويه، والطبراني من حديث معاذ.

والذي عليه السلف الصالح من أهل السنة والجماعة أن نبي الله موسى، ونبينا محمدا عليهما الصلاة والسلام سمعا كلام الله الأزلي القديم الذي هو صفة من صفاته، وليس المسموع الكلام النفسي كما زعم الأشاعرة، وليس المسموع الكلام الذي خلقه الله في الشجرة كما زعم المعتزلة.

٢- إعلام الله أنبياءه بوساطة جبريل

، وهذا هو ما يعرف «بالوحي الجلي» ولذلك حالات:

(أ) أن يبدو جبريل في صورته التي خلقه الله عليها وهي حالة نادرة، ولم ير النبي صلّى الله عليه وسلّم جبريل على هذه الحالة إلا مرتين: مرة وهو نازل بعد فترة الوحي من غار حراء، ومرة وهو في السماء ليلة الإسراء والمعراج.

(ب) أن يأتي جبريل في صورة رجل، وكان يأتي غالبا في صورة دحية الكلبيّ «٢» ، ويراه الحاضرون، ويسمعون قوله، ولا يعرفون حقيقته، أو في صورة رجل غير معروف، وذلك كما في حديث جبريل المشهور في السؤال عن الإيمان، والإسلام، والإحسان رواه الشيخان وغيرهما.


(١) أتاني ربي: أي في المنام: الملأ الأعلى: هم الملائكة. انظر: تفسير ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ الاية ٦٩ من سورة ص.
(٢) رجل من الصحابة وكان جميل الصورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>