للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجمادى يذكّر ويؤنث، فيقال: جمادى الأولى، والأول، وجمادى الاخرة، والاخر. و (رجب) من الترجيب وهو التعظيم، وقد بيّنا أن مضر كانت تعظمه جدا. وقد كانوا لتعظيمه يتركون فيه القتال ويحرمونه. و (شعبان) من تشعّب القبائل، وتفرقها للغارة بعد تركهم ذلك في رجب. و (رمضان) من الرمضاء وهي شدة الحر، فقد صادف وقت التسمية أن كان الطقس حارا جدا. و (شوال) من شالت الإبل بأذنابها، لأجل الطراق من الفحل. و (ذو القعدة) بفتح القاف وكسرها لقعودهم عن القتال فيه استعدادا للحج. و (ذو الحجة) بفتح الحاء وكسرها لحجهم فيه «١» .

[النسيء]

النسء والنسيء: تأخير حرمة شهر حرام إلى شهر اخر، ذلك أن العرب كانوا أصحاب حروب وغارات وثارات، فإذا حلّ عليهم شهر حرام، وهم يحاربون شقّ عليهم ترك المحاربة، فيحلونه ويحرمون مكانه شهرا اخر ليس من الحرم، كما كانوا يشق عليهم ترك القتال ثلاثة أشهر متوالية، فإذا فرغت العرب من حجها قام رجل منهم معروف بذلك وأحلّ لهم المحرم، وجعل مكانه صفرا شهرا حراما، فإذا أرادوا الصدر «٢» قام هذا الرجل فيهم فقال: اللهمّ إني نسأت لك أحد الصفرين: الصفر الأول «٣» ، ونسأت الاخر للعام المقبل، فإذا جاء صفر ووجدوا أنفسهم في حاجة إلى قتال نسأوه، وهكذا حتى صار من أمرهم عدم تخصيص الأشهر الحرم بالتحريم، فكانوا يحرمون من بين الشهور أربعة أشهر، فجعلوا التحريم لعدد الشهور، لا لأعيانها وذواتها.

وكان أول من نسأ الشهور على العرب (القلمّس) وهو حذيفة بن عبد بن


(١) تفسير ابن كثير والبغوي، ج ٤ ص ١٦١، ١٦٢.
(٢) الرجوع إلى مكة.
(٣) يريد المحرم.

<<  <  ج: ص:  >  >>