للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رؤيا عبد المطلب في شأن زمزم]

روى ابن إسحاق في سيرته بسنده عن علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- أنه كان يحدث حديث زمزم حين أمر عبد المطلب بحفرها قال: قال عبد المطلب: إني لنائم في الحجر إذ أتاني ات «١» فقال: احفر طيبة «٢» . قال:

قلت: وما طيبة؟! فقال: ثم ذهب عني، فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه، فجاءني فقال: احفر برّة «٣» . قال: قلت: وما برة؟! قال: ثم ذهب عني، فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه، فجاءني فقال: احفر المضنونة «٤» . قال: قلت: وما المضنونة؟! قال: ثم ذهب عني، فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي، فنمت فيه، فجاءني، فقال: احفر زمزم، قال: قلت:

وما زمزم؟! قال: لا تنزف «٥» أبدا، ولا تذم «٦» ، تسقي الحجيج الأعظم، وهي بين الفرث والدم «٧» ، عند نقرة الغراب الأعصم «٨» ، عند قرية النمل «٩» .


(١) يعني في المنام.
(٢) لأنها للطيبين والطيبات من ذرية إبراهيم.
(٣) لأنها فاضت على الأبرار، وغاضت عن الفجار، ولأن برها كثير لا ينقطع.
(٤) لأنها ضنّ بها على غير المؤمنين، فلا يتضلّع منها منافق.
(٥) لا يفرغ ماؤها، ولا يلحق قعرها.
(٦) لا توجد قليلة الماء من قولهم: بئر ذمة أي قليلة الماء وليس المراد ضد المدح لأن المنافقين وأرقاء الإيمان يذمونها.
(٧) تشبيها لها باللبن كما قال تعالى: وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً، نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِينَ الاية ٦٦ من سورة النحل. ويقال: بل كان هناك في موضعها فرث ودم.
(٨) الذي إحدى رجليه بيضاء.
(٩) قال السهيلي: «أما قرية النمل أيضا ففيها من المشاكلة والمناسبة أن زمزم هي عين مكة التي يردها الحجيج، والعمّار من كل جانب، فيحملون إليها البر والشعير وغير ذلك،

<<  <  ج: ص:  >  >>