للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تسمّى قبل النبي بهذا الاسم إلا ثلاثة «١» ، والذي حققه الحافظ ابن حجر أنه تسمّى بهذا الاسم خمسة عشر شخصا «٢» ، فلما ولد النبي صلّى الله عليه وسلّم ألهم الله جده بهذا الاسم تحقيقا لما سبق به علم الله.

وأما (أحمد) فهو أفعل تفضيل أي أكثر الناس حمدا، فهو علم منقول من صفة، وقد ثبت في الحديث الصحيح أنه يفتح عليه في المقام المحمود بمحامد لم يفتح بها على أحد قبله، والأنبياء عليهم الصلاة والسلام حمّادون، وهو أحمدهم أي أكثرهم حمدا، أو أعظمهم في صفة الحمد، وهو صاحب لواء الحمد يوم القيامة، وهو صلّى الله عليه وسلّم بلغ الغاية في الاتصاف بالمحامد والفضائل، والغاية في حمد الله والثناء عليه بما هو أهله، وشكره على نعمائه. وقد ورد هذا الاسم في القران مرة واحدة على لسان عيسى- عليه السلام- في التبشير به صلّى الله عليه وسلّم.

وقد زعم بعض المبشرين وأعداء الإسلام أن المبشّر به أحمد، ونبيكم محمد، وكأني برسول الله يرد عليهم حينما ألهمه الله سبحانه أن يقول هذا الحديث، إذ هو يقتلع الشبهة من أساسها فهو: محمد، وأحمد.

وأما الماحي فقد ورد تفسيره في الحديث عن النبي، وقد قيل إن المراد أنه الذي محا الله به الشرك والعقائد الوثنية من الجزيرة العربية. والذي أراه أن يترك الحديث على عمومه، فقد كان الكفر عند مبعثه يكاد يكون عاما في الدنيا ولم يسلم من ذلك إلا القليلون كالحنيفيين، وأهل الأديان الذين لم يحرّفوا،


- محمد بن اليحمد من الأزد (الشفا، ج ١ ص ١٩٠) وقد تعقب الحافظ ابن حجر القاضي عياضا في عدّه محمد بن مسلمة وقال: إنه غلط فإنه ولد بعد ميلاد النبي بمدة.
(١) هم: ١- محمد بن سفيان بن مجاشع. ٢- ومحمد بن أحيحة بن الجلاح. ٣- ومحمد بن حمران بن ربيعة. وكأنه لم يقف على كلام عياض.
(٢) فتح الباري، ج ٦ ص ٤٣٤، ٤٣٥ فقد عدهم وذكر أدلة ذلك، واستبعد من وقع فيه الوهم أو التكرار.

<<  <  ج: ص:  >  >>