للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاستوهبه النبي من زوجه خديجة، فوهبته له، فرعاه النبي وأحسن إليه غاية الإحسان، فلما علم أبوه به حضر وبعض أهله إلى مكة، وعرضوا على النبي ما يريد من الفداء، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم:

«أو خير من ذلك» ؟ قالوا: وما هو؟ قال: «خيّروه، فإن اختاركم فهو لكم دون فداء، وإن اختارني فدعوه» ، فخيروه فاختار النبي!! فجذبه عمه وقال له: يا زيد اخترت العبودية على أبيك وعمك؟! فقال: إي والله العبودية عند محمد أحبّ إلي من أن أكون عندكم!! فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم عند ذلك: «يا معشر قريش، اشهدوا أن زيدا ابني يرثني وأرثه» وطاف على حلق قريش يشهداهم على ذلك، فرضي أهله وانصرفوا، ومن ذلك الوقت أصبح يقال له زيد بن محمد حتى أبطل الإسلام التبني، وأمر أن ينسبوا إلى ابائهم فصار يسمّى زيد بن حارثة.

وقد زوّجه النبي من حاضنته أم أيمن. وكانت أكبر منه سنا، فأنجبت أسامة بن زيد: الحب ابن الحب «١» لشدة حب النبي لهما، وكان النبي يسوّي بينه وبين الحسن ابن ابنته فاطمة، فيجلس الحسن على فخذه وأسامة على فخذ اخر، وقد استشهد زيد في غزوة «مؤتة» كما سيأتي.


(١) بكسر الحاء أي المحبوب بن المحبوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>