للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أنشد يقول:

ولست أبالي حين أقتل مسلما ... على أيّ جنب كان في الله مصرعي

وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزّع «١»

ثم قام إليه عقبة بن الحارث فقتله، ومات رضي الله عنه شهيد إيمانه وإخلاصه.

وأما زيد بن الدثنة «٢» فلما جاؤوا به ليقتلوه وعاين الموت، قال له أبو سفيان بن حرب: أنشدك الله يا زيد أتحب أن محمدا الان عندنا مكانك تضرب عنقه وأنك في أهلك؟ فقال زيد: والله ما أحب أن محمدا الان في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأنا جالس في أهلي!! فقال أبو سفيان: ما رأيت أحدا من الناس يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا!! ثم قام إليه نسطاس عبد لصفوان- فقتله رضي الله عنه.

ولما قتل عاصم بن ثابت أمير السرية أرادت هذيل أخذ رأسه ليبيعوه من سلافة بنت سعد، وكان قتل ابنيها يوم أحد، فنذرت لئن قدرت على رأس عاصم لتشربنّ في قحفه الخمر «٣» . ولكن الله عز شأنه منعه، فبعث على جسده مثل الظلّة من الدبر «٤» . وكذلك أرادت قريش أن تنال من جسده فلم يستطيعوا، فقالوا: دعوه حتى يمسي فيذهب عنه الدبر فنأخذه، فغيبه الله في الوادي، فما عرفوا له أثرا.


(١) الشلو: العضو. ممزع: ممزق.
(٢) الدثنة بفتح الدال، وكسر الثاء، وفتح النون المشددة.
(٣) القحف بكسر القاف: أعلى الدماغ.
(٤) الدبر: الزنابير، أو ذكور النحل.

<<  <  ج: ص:  >  >>