يلزم بيته طلبا للسلامة من الفتن ورغبة في العزلة، وقيل: أراد أنه إذا دخل سلم، والأول الوجه. وفيه: قل "السلام" عليك فان عليك "السلام" تحية الموتى، هذه إشارة إلى ما جرت به عادتهم في المراثى كانوا يقدمون ضمير الميت على الدعاء، وذلك لأن المسلم على القوم يتوقع الجوارب بعليك السلام، فلما كان الميت لا يتوقع منه جواب جعلوا السلام عليه كالجواب، وقيل: أراد بالموتى كفار الجاهلية، وهذا في الدعاء بالخير والمدح، فأما في الشر والذم فيقدم الضمير نحو (وإن عليك لعنتى) و (عليهم دائرة السوء)، والسنة لا تختلف في تحية الأموات والأحياء لحديث:"سلام" عليكم دار قوم مؤمنين. ط: لم يرد أن الميت ينبغى أن يسلم عليه بتقديم عليك إذ ورد: السلام عليكم دار قوم، وإنما أراد أنه مما يحي به الأموات لأن الحى شرع له أن يسلم على صاحبه وشرع لصاحبه أن يرد فلا يحسن أن يوضع موضع التحية ما وضع للجواب.