للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض الآمر أتبعك، فقال: لو سألني سبابة من الأرض ما فعلت! باد وباد ما في يديه! ومات عام الفتح. وفيها شكت خولة ظهار زوجها ونزلت "قد سمع الله". وفيها مات أم رومان أم عائشة وعبد الرحمن، وأسلم أبو هريرة، قدم مع الدوسين المدينة وهو صلى الله عليه وسلم بخيبر فشهدها، واسمه عبد شمس أو غيره، مات سنة سبع وخمسين.

[سابعة] وفي سنة سبع غزاة خيبر، وهي على ثمان برد من المدينة، خرج في آخر محرم، فتحها حصنًا حصنًا، وأصاب من سباياهم صفية بنت حيي وكانت عروسًا بكنانة فأخذا، ثم انتهى إلى آخرهم فتحًا وهو حصن الوطيح، حاصرهم بضع عشرة ليلة، وقتل فيه مرحب، وكان صلى الله عليه وسلم ذا علة فلم يخرج إلى الناس، فأخذ أبو بكر الراية وقاتل شديدًا ثم رجع، فأخذ عمر فقاتل أشد من الأول فرجع، فقال صلى الله عليه وسلم: لأعطين الراية غدًا رجلًا يحب الله ورسوله! فتطاول لها الناس، فجاء علي وهو أرمد فتفل في عينيه - فما وجعتا بعد - فأعطاها الراية، فقاتل فطرح الترس من يده فأخذ بابًا من الحصن وتترس به فلم يزل حتى فتح، ثم ألقاه من يده فلم يحتمل سبعة أن يقلبوه، وصالحوا على أن يحقن دماءهم ولهم ما حملت ركابهم والصفراء والبيضاء للمسلمين بشرط أن لا يكتموه، فلما كتم كنز أبي الحقيق الذي في مسك الجمل سبي نساءهم، ودفع الأرض والنخل إليهم على المزارعة على الشطر، وكان عند كنانة كنز بني النضير فجحد علمه، فوحد بعضه من خربة كان كنانة يطيف بها، فدفع إلى الزبير ليعذبه ليخرج بقيته، وكان الزبير يقدح بزند في صدره. وفيها سمت زينب بنت الحارث امرأة سلام بن مشكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في خيبر، فعفا عنها وقيل قتلها. وفي قفوله عن خيبر نام عن صلاة الصبح وقد قال لبلال: أكلا لنا الليل. فلما انصرف إلى المدينة عن خيبر أتى وادي القرى

<<  <  ج: ص:  >  >>