فوقع الاختلاف بينهم في القراءة، فرأى عثمان وغيره أن تجمع الناس على حرف واحد من السبعة ليرتفع الخلاف، إذ لم تؤمر الأمة بحفظ الأحرف السبعة وإنما خير في أيها شاءت، وخص زيدًا به مع أن في الصحابة من هو أكبر منه لأنه كان يكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم وأنه جمع القرآن كله وأن قراءته كانت على آخر عرضة للنبي صلى الله عليه وسلم على جبرئيل، فضم معه النفر القرشين ليكون مجموعًا على لغتهم. ما: فافتتح البقرة ثم استفتح سورة النساء ثم استفتح آل عمران؛ القاضي: فيه دليل لقائل أن ترتيب السور كان باجتهاد من المسلمين حين كتبوا المصحف وأنه صلى الله عليه وسلم وكله إلى أمته بعده وهو قول مالك والجمهور ومختار الباقلاني، قال: إن ترتيب السور لا يجب في الكتابة ولا في الصلاة وفي الدرس والتلقين، وإنه لم يكن نص ولا حد يحرم مخالفته، ولذا اختلف ترتيب المصحف قبل عثمان، ومن قال إنه بتوقيف منه صلى الله عليه وسلم ما في مصحف عثمان، قال: إنما اختلف المصاحف قبل أن يبلغهم التوقيف والعرض الأخير، فيتأول قراءته النساء قبل آل عمران على أنه قبل التوقيف، وأجمعوا على أن ترتيب الآي كان بتوقيف من الله. سيد: وفي ح أخوي الدين: "اجتمعا" عليه وتفرقا عليه، هو عبارة عن خلوص المودة حضورًا وغيبة. ط: من فارق "الجماعة"، أراد بهم الصحابة والتابعين وتابعيهم، قوله: ومن دعا دعوى الجاهلية، عطف على جملة فسرت لضمير الشأن إيذانًا بأن التمسك بالجماعة من شأن المؤمنين والخروج من زمرتهم من هجيري الجاهلية. سيد: وواحدة في الجنة وهي "الجماعة"، قال أهل العلم: هم أهل الفقه والعلم.
[جمل] حاشية بيضاوي: حساب "الجمل"، بضم جيم وتشديد ميم مفتوحة. ما: إن الله "جميل"، منع البعض هذا الاسم عليه تعالى لأنه خبر واحد لا يحتج به في الاعتقاد، وأجاز آخرون التمسك به في أسمائه لأنه من باب العلم لقوله تعالى:"ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها" وهو الصواب.