فصل في الصحابة: ح الصحيحين: يغزو فئام فيقال: هل فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفتح لهم ثم يأتي زمان فيغزو فئام فيقال: هل فيم من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم ثم يأتي زمان فيقال: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: نعم، فيفتح لهم، يدل على تعميم اسم الصحابي على من رآه ولو مرة، وكذا قول سعيد بن زيد من العشرة المبشرة: لمشهد رجل منهم مع رسول الله يغبر به وجهه خير من عمل أحدكم ولو عمر نوح، وهو يدل أيضًا أنه لا يفضل أحد من بعد الصحابة على واحد منهم. وفي الشفاء عن جابر: إن الله اختار أصحابي على جميع العالمين سوى النبيين والمرسلين، واختار منهم أربعة أبا بكر وعمر وعثمان وعليا، فجعلهم خير أصحابي، وفي أصحابي كلهم خير. وفي جناح النجاح عن الشيخ أبي منصور رحمه الله والشيخ الإمام الحليمي: إن الخلفاء الأربعة أفضل البشر بعد الأنبياء والرسل عليهم السلام، ثم الستة من العشرة المبشرة، ثم عامة الصحابة، ثم فقهاء التابعين، ثم بقية التابعين، ثم بقية الفقهاء الأتقياء، ثم جميع المسلمين. ك: وح: مثل الجليس الصالح، يدل على فضل كلهم فليس لهم فضيلة كالصحبة، ولذا سموا بالصحابة مع أنهم علماء كرماء شجعاء - إلى فضائلهم. ز: فإن قيل: قوله تعالى: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، يقتضي كون مدار الفضل هو التقوى! قلت: هو مسلم لن الصحبة تستلزمه، فإن ببركتها مرة ينال من التقوى مالا ينال بوجوه الأعمال في الدهور، قال أبو طالب المكي: وأما الصحابة رضي الله عنهم فكانت فتوحاتهم من غير صنع خلوة بل من حضور مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يحصل لهم من المعارف وغرائب العلوم بصحبة واحدة معه ما لم يحصل لغيرهم بالخلوات الكثيرة، وذلك أن الإرادة كما قيل ترك العادة، وكانت عادتهم رسوم الجاهلية فانتزعوا منها إلى متابعته وحكموا النبي صلى الله عليه وسلم على أنفسهم مسلمين