إليهم في ربيع الأول، فقاموا على حصونهم بالنبل والحجارة، فخفر ابن أبي وغطفان واعتزلتهم قريظة، فحوصروا ست ليال وقطع نخلهم، فرضوا بالخروج إلى الشام وخبير، وخرج سلام بن أبي الحقيق وكنانة بن الربيع وحبي بن أخطب إلى خيبر. وفيها كانت بدر الصغرى لهلال ذي القعدة، فإن أبا سفيان لما انصرف يوم احد نادى: الموعد بيننا بدر الصغرى رأس الحول! فلما دنا الحول كره الخروج لجدر به لكنه خرج حتى إذا بلغ مجنة رجع. وخاف أن يجترئ عليه محمد صلى الله عليه وسلم فجعل لنعيم بن مسعود عشرين فريضة على أن يخوف أصحاب محمد، ففعل، فقال صلى الله عليه وسلم: لأخرجن وإن لم يخرج معي أحد! فخرج مع ألف وخمسمائة، فأربحوا في تجارتهم ورجعوا غانمين ولم يلقوا قريشًا. وفيها تعلم زيد بن ثابت كتاب يهود. وفي ذي القعدة رجم اليهودي واليهودية. وفي محصر بني النضير حرمت الخمر. وفيها تزوج أم سلمة في شوال، وهي آخر من مات من أمهات المؤمنين سنة ثنتين وستين؛ وفيها توفى زوجة أبو سلمة. وفيها توفيت زينب بنت خزيمة أم المؤمنين، وتوفيت فاطمة أم علي وكانت صالحة مسلمة.
[خامسة] وفي الخامسة غزوة دومة الجندل في ربيع الأول من غير قتال، وغزوة ذات الرقاع في محرمها فهربوا إلى رؤس الجبال، فخيف أن يغيروا عليهم فصلوا صلاة الخوف خشية. وانصرف بعد خمس عشرة ليلة. وابتاع من جابر جمله وشرط له ظهره. وفيها غزاة المريسيع في ثاني شعبان فاقتتلوا، وقتل عشرة وأسر الباقون؛ وكان فيهم جويرية بنت الحارث فأعتقها وتزوجها. وفي هذه الغزاة تنازع سنان وجهجاه وشهر بين الأوس والخزرج السلاح، وقول أبي:"لئن رجعنا إلى المدينة"، وح الإفك، وقدم لهلال رمضان، وفيها تزوج زينب بنت جحش وأمها أميمة بنت عبد المطلب. وفيها غزوة الخندق وهي الأحزاب، كانت في ذي القعدة، فإنه لما أجلي بنو النضير ساروا إلى خيبر فخرج نفر من أشرافهم إلى مكة