النبي صلى الله عليه ولم عشر سنين، وانتقل إلى البصرة في خلافة عمر، ومات سنة إحدى وتسعين وله مائة وإحدى سنة، ويقال: ولد له مائة ولد.
[[الأئمة الأربعة]]
وأبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي بن ماه، الإمام الكوفي، مولى تيم الله بن ثعلبة، وهو من رهط حمزة الزيات، وكان خزازًا يبيع الخز، وكان جده من أهل كابل أو بابل مملوكًا لبني تيم فأعتقه، وقال إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة: نحن من أبناء فارس من الأحرار، ما وقع علينا رق، وولد جدي سنة ثمانين، ذهب به إلى عليّ وهو صغير فدعا له بالبركة فيه وفي ذريتهن ومات ببغداد سنة خمسين ومائة على الأصح، وكان في أيامه أربعة صحابة أنس، وعبد الله بن أبي أوفىن وسهل بن سعد، وأبو الطفيل، ولم يلق أحدًا منهم ولا أخذ منه، وأصحابه يقولون إنه لقي جماعة من الصحابة وروى عنهم، ولا يثبت عند أهل النقل، نقله المنصور من الكوفة إلى بغداد، فأقام بها إلى أن مات، وكان أكرهه ابن هبيرة أيام مروان على القضاء بالكوفة فأبى، فضربه مائة سوط في عشرة أيام ثم خلى سبيله، وأكرهه منصور عليه بعد إشخاصه إلى العراق فابى وحلف، وحلف منصور فحبسه، ومات في السجن، وقيل: افتدى نفسه، وقد نسب إليه من خلق القرآن والقدر والإرجاء ما يجل قدره عنها، ويدل عليه ما يسر الله له من الذكر المنتشر في الأفاق، فلو لم يكن لله سر فيه لما جمع شطر الإسلام على تقليده، وتوفى ببغداد سنة خمسين ومائة وله سبعون سنة. ش: اخرج له الترمذي والنسائي.
ومالك هو أبو عبد الله بن أنس بن مالك، ولد سنة خمس وتسعين، ومات بالمدينة سنة تسع وسبعين ومائة وله أربع وثمانون سنة، وكفاه فخرًا أن الشافعي من أصحابه! اخذ عن محمد بن شهاب الزهري وغيره.
والشافعي محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب، وهو صاحب راية بني هاشم، فأسر وفدى نفسه ثم أسلم، ولد الشافعي سنة خمسين ومائة، ومات بمصر في ىخر رجب سنة أربع ومائتين وله أربع وخمسون سنة. ش: