المزيد الحث على الإسباغ بسبب أن الآخرين ممن ينتهي إلى بيت النبوة نسبًا أو موالاة تعصبًا قد أحدثوا بدعة مسح الرجلين افتراء على الأولين من أهل البيت ومعاذ الله بأولئك مثل ذلك.
[أمم] فيه: عن "أمه" العليا، أي جدته. ط: وتفترق "أمتي" على ثلاث وسبعين ملة، أراد من يجمعهم دائرة الدعوة من أهل القبلة، لأنه أضافهم إلى نفسه، وأكثر ما ورد في الحديث على هذا الأسلوب فإن المراد به أهل القبلة، ولو أريد به أمة الدعوة فله وجه فيتناول أصناف الكفر، قوله: كلهم في النار، أي يتعرضون لما يدخلهم النار من الأفعال الرديئة. أو يدخلونها بذنوبهم ثم يخرج منها من لم يفض به بدعته إلى الكفر برحمته، قوله: ما أنا عليه وأصحابي، الظاهر أن يقال: من اكن على ما أنا عليه لأنه جواب من هي. ز: فإن قيل: إن أراد بكونهم في النار الدخول المخلد لم يستقم إلا فيمن يكفر منهم من الغلاة إذ غيرهم لايخلدون أراد الدخول مطلقًا شاركهم بعض مذنبي الأمة الناجية! قلت: قد اختلج في خلدي هذه الشبهة منذ حين لكني ألهمت الآن في حلها بأن المراد أن كلهم يستوجب النار بسبب عقيدتهم مخلدًا عن كفروا أغير مخلد إن لم يكفروا، والفرقة الناجية لم تشاركهم بسبب العقيدة إن شاركتهم بسبب الذنوب مدة، ولعل هذا الواجب أحسن مما قيل إن الفرق بين الناجية والهالكة بأن العقيدة لا يغفر البتة وذنوب الناجية قد يغفر غالبًا، إذ يخدشه بأن جواز المغفرة يعم غير الشرك ويمكن أن يلحق بالشرك كسب الصديق وغيره مما يوجب الكفر لو ساعدته الرواية لكن لم نر نصا فيه في كتب العقائد والأحاديث ولم نسمع أحدًا رآه - والله أعلم؛ وقال الغزالي في فيصل التفرقة: ليس معنى "كلهم في النار" أنهم مخلدون في النار بل معناه يدخلونها بقدر ذنوبهم، أو يصرفون عن طريقها بالشفاعة، والواحدة الناجية يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، وهو المراد من الواحد المخرج منبعث النار من كل تسعمائة وتسعة